strong>محمد بديرفي إطار الرسائل الإسرائيلية الموجهة إلى دمشق، نقلت صحيفة «هآرتس» عن وزير إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن «رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت نقل في العام الأخير ما يقرب من عشرين رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، في محاولة منه لدراسة احتمال استئناف المفاوضات السلمية بين البلدين، إلا أن الردود التي قدمها الرئيس السوري لم تستوف التوقعات الإسرائيلية، وخصوصاً بسبب عدم استعداد الأسد لمناقشة إمكان قطع العلاقات مع إيران».
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن الوزير الذي قالت إنه عضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، أن «معظم الاتصالات مع سوريا جرت بواسطة رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، إضافة إلى اتصالات من خلال مبعوثين آخرين، منهم يهود أميركيون وأعضاء كونغرس وجهات أوروبية مختلفة»، مشيراً إلى أن «الرسائل الإسرائيلية كانت تتضمن محاولة استشراف جدول عمل مباحثات محتملة بين إسرائيل وسوريا وإذا كانت دمشق على استعداد لطرح علاقاتها مع إيران وحزب الله والفصائل الفلسطينية على المناقشة، لكن الردود السورية كانت غير مرضية» لإسرائيل.
وقال الوزير الإسرائيلي نفسه إن «جميع المبعوثين عادوا صفر اليدين، وكان الانطباع لديهم أن الرئيس السوري غير معني بقطع تحالفه مع إيران، بل إن مبعوثين أجانب التقوا بالأسد فوجئوا بوجود صور للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد و(الأمين العام لحزب الله) حسن نصر الله، إلى جانب صورة الرئيس السوري حافظ الأسد، في مكتب الرئاسة».
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، قال إن المفاوضات مع سوريا وإخراجها من «محور الشر» هو هدف مركزي في السياسة الإسرائيلية، لكنه أشار إلى أن تل أبيب لن ترتدع من أي صدام أو مواجهة مع دمشق، مشدداً على أن إسرائيل هي أقوى دولة في المنطقة.
وأضاف باراك في كلمة ألقاها في لقاء مع السفراء الأوروبيين المعتمدين لدى تل أبيب يوم الجمعة الماضي، ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية تفاصيل عنها أمس، أن «إسرائيل ترى في استئناف المفاوضات مع سوريا وإخراجها من محور الشر هدفين مركزيين في السياسة الإسرائيلية»، مشدداً على أن «إسرائيل هي أقوى دولة في المنطقة، ما يجعلها في موقع يسمح لها بمحاولة التوصل إلى ترتيبات (مع سوريا) مع الحفاظ على اليقظة، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تقول (للسوريين) إننا لن نرتدع من أي نوع من الصدام أو المواجهة، رغم أن الطريق مفتوحة دائماً لاستنئاف للمفاوضات، وسنلتقي إما في ميدان المعركة أو حول طاولة المفاوضات، والخيار سيكون بأيدي السوريين، وبالطبع فإننا نفضل الالتقاء في مفاوضات».
وتطرق باراك إلى الوضع على الجبهة الشمالية مع لبنان واحتمال وقوع مواجهة جديدة مع حزب الله، مشيراًَ إلى أن «إسرائيل تراقب تعاظم حزب الله بمساعدة دمشق وما يحدث على الأراضي السورية، والجيش الإسرائيلي يستعد لجميع الاحتمالات، ولن تكون فكرة جيدة أن يحاول أحد ما القيام بعمل ضدنا الآن».