علي حيدر
تخشى إسرائيل مبادرة أميركية لتحريك العملية السياسية في المنطقة، بما لا يتناسب ومصالحها، قد تتضمن عقد مؤتمر دولي.
ولعل زيارة مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية جون نيغروبونتي لإسرائيل، التي وصلها أمس قادماً من القاهرة، تأتي في هذا السياق، وخاصة أن محادثاته ستشمل مجموعة من المسؤولين الإسرائيليين، في مقدمهم رئيس الوزراء ايهود أولمرتبالاضافة الى كل من رئيس الموساد مئير دغان، ورئيس الشاباك يوفال ديسكين، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يادلين.
وعلى رغم ان صحيفة «يديعوت أحرونوت» اعتبرت ان للزيارة أهمية كبيرة على خلفية التنسيق الاسرائيلي الاميركي في كل ما يتعلق بمعالجة التهديد الايراني، إلا انها وضعتها أيضاً في إطار مبادرة أميركية جديدة لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط. ويلتقي ذلك مع التقديرات السائدة في اسرائيل بأن الولايات المتحدة ستحاول قريباً دفع مسيرة التسوية في المنطقة.
وأشارت الصحيفة الى ان نيغروبونتي هو رجل وزارة الخارجية الاميركية لكونه شغل في الماضي سلسلة من المناصب في السلك الدبلوماسي، ويعتبر صديقاً لإسرائيل أيضاً.
وفي هذه الأجواء، أشارت محافل سياسية اسرائيلية الى انه يوجد في الإدارة الأميركية اهتمام بتبنّي جدول عمل جديد في الشرق الأوسط، أحد مؤشراته الأساسية تعيين الرئيس جورج بوش وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر رئيساً للجنة خاصة بهدف بلورة توصيات في شأن سياسة الولايات المتحدة في المنطقة.
ويقدّرون في وزارة الخارجية الاسرائيلية أن الولايات المتحدة «تتطلع الى الدفع في اتجاه جدول أعمال جديد على طريق محاولة تحريك الوضع السياسي الاقليمي».
وحذَّر مصدر سياسي رفيع المستوى من مفاجأة أن «يعقد الأميركيون مؤتمراً دولياً»، فيما يقولون في وزارة الخارجية انه «تكثر المؤشرات إلى أن الرباعية ستؤدي دوراً أكثر سيطرة في بلورة مبادرة دولية وستدفع نحو حث مسيرة السلام في الشرق الأوسط».
وفي هذا السياق، برز خلاف حاد بين مكتب أولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس في أعقاب ما صرّح به الأخير من أن المبادرة السعودية كفيلة بأن تكون أساساً للمفاوضات، خلال محاضرة ألقاها في جامعة تل أبيب حيث قال انه لا يجب رفض أي مبادرة رفضاً باتاً من دون القيام بفحص جذري لها. وأضاف بيرتس «أنا مثلاً مستعد لأن أرى في المبادرة السعودية أساساً لتقدم سياسي ولمفاوضات». وهو ما دفع مكتب أولمرت الى الرد على بيرتس بالقول انه «يجب قراءة المبادرة السعودية جيداً كي يفهم المرء بأنها ليست أساساً لاستئناف المفاوضات. فالمبادرة تتحدث عن عودة الى خطوط 1967 وإعادة اللاجئين الى اسرائيل، وهذا شيء لا يمكن اسرائيل ان تقبل به».