وأوصلت فصائل المقاومة، عبر الوسطاء، رسائل حازمة إلى العدو، فحواها أن استمرار التلاعب بملفات القطاع يمكن أن يدفع «باتجاه مواجهة شاملة»، وأن انتقال المماطلة إلى ملفات جديدة «غير مقبول»، ولا سيما في ما يتعلق بموضوع الكهرباء في فصل الصيف، والذي دفع «حماس» تحديداً إلى التهديد بوقف الاتصالات كافة بشأن التهدئة والذهاب إلى التصعيد. وفي المقابل، نقل الوسطاء مطالبة إسرائيلية بوقف ما سمّاه العدو «الأفعال الاستفزازية» على حدود القطاع، وخاصة إطلاق البالونات الحارقة، بحجة أن هذه الأعمال تُسهم في تأخير التفاهمات، وأن استمرارها سيواجَه بالمزيد من الخطوات «العقابية».
حذرت المقاومة من أن استمرار التلاعب يمكن أن يدفع «باتجاه مواجهة شاملة»
ميدانياً، بدت واضحة، خلال الأيام الماضية، محاولة العدو تجنّب التصعيد لتمرير «ورشة البحرين». إذ امتنعت قوات الاحتلال عن إطلاق النار واستهداف شبان اقتربوا من الحدود، واكتفت بتحذيرهم خشية أن يؤدي استهدافهم إلى تصعيد كبير يمكن أن يسرق الأضواء من الورشة، أو أن يُشعر بعض المشاركين في المؤتمر بـ«الحرج» أمام الدم الفلسطيني، كما يرى مصدر في «حماس»، علماً أنه جرى تفعيل وحدة «الإرباك الليلي» أول من أمس لوقت قصير، في رسالة جادة بإمكانية العودة إلى التصعيد. وفيما تواصل أمس التحشيد لفعالية اليوم الجمعة، التي تحمل شعار «فليسقط مؤتمر البحرين»، أشارت مصادر في الفصائل (قبيل الإعلان عن الاتفاق) إلى أن «هذه الجمعة قد تكون مختلفة عن الفعاليات السابقة، إذ لن تلتزم الهيئة إجراءات عدم الاقتراب من الحدود، ومنع المتظاهرين من الاحتكاك مع قوات الاحتلال»، لافتة إلى أن «اعتداء الاحتلال على المتظاهرين قد يؤدي إلى رد قوي من المقاومة».