قلّة المعلومات حول الزلازل، والتي تعود إلى عدم القدرة على توقُّع الظاهرة، تؤثّر في الحالة النفسية
بحسب محمد العصيري، وهو رئيس «الجمعية الفلكية السورية»، فإن «قلّة المعلومات حول الزلازل، والتي تعود إلى عدم القدرة على توقُّع هذه الظاهرة بالتفصيل كالأحوال الجوّية، تؤثّر في الحالة النفسية، وتجعل الناس تخاف وتقلق أكثر». وما يزيد الوضع سوءاً، وفقاً له، «انتشار الإشاعات والمنجّمين والصفحات المزوَّرة بأسماء علماء ومختصّين، ونشْر أخبار مغلوطة وعارية من الصحّة كأخبار التسونامي والمدّ والجزر وارتباط حركة النجوم والكواكب بالزلازل وتحديد مواعيد لحدوثها». ومن هنا، فهو يشدّد، في حديثه إلى «الأخبار»، على ضرورة «محاربة الإشاعات من خلال توعية الناس باعتماد معلومات المركز الوطني للرصد الزلزالي، وهو المصدر الرسمي والوحيد الذي يدرس الزلزال كحدث، ويقدّم معلومات عنها كتحديد مركزها ودرجتها وامتدادها». من جهتها، تُبيّن الأخصائية النفسية، رشا عمرايا، أن حالة الخوف التي يعيشها سكّان المناطق المنكوبة «هي حالة طبيعية قد تستمرّ لفترة طويلة، كونهم أشخاصاً عاشوا رهبة الحدث ونجوا منه وتعرّضوا لشيء من تداعياته كالإصابات الجسدية أو الفقد أو التهجير وغيره»، مضيفةً أن «سكّان المناطق الأخرى، البعيدة عن الزلزال، تعرّض بعضهم، سواءً شعروا بالهزّات أم لا، لنوبات هلع وخوف من جرّاء ضخّ المعلومات المغلوطة والمبالَغ فيها على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة مع قلّة المعرفة لديهم بالموضوع، فتَحوّل الخوف بينهم إلى تقليد». وتَلفت عمرايا إلى أهمّية «التعامل مع نوبات الهلع بشكل أوّلي، من خلال طمأنة الشخص وتدريبه على استعادة وعيه ومن ثمّ تشخيص حالته بشكل طبّي»، مضيفةً أنه «خلال الحرب، لم يتمّ التعامل مع الأزمات النفسية بالشكل الصحيح بسبب غياب دور الأخصائي النفسي، وزاد الأمر سوءاً بعد وقوع كارثة الزلزال». وإذ توضح أن «الفئة الأكثر تضرّراً تتمثّل في الأطفال فاقدي الرعاية والاهتمام»، فهي تنبّه إلى احتمالية إصابة الكثيرين بـ«كرب ما بعد الشدّة».