الحسكة | ينبئ القصف المتبادل حديثاً بين الجيش التركي و«قسد» في مناطق ريف حلب الخاضعة لسيطرة الأخيرة، بمرحلة جديدة من التصعيد الذي سينهي جموداً ميدانياً استمرّ لأشهر، ولا سيّما بعد مقتل جندي روسي في قصف يُعتقد أنه تركي في ريف حلب الشمالي. وبدأت الجولة الأخيرة من التصعيد باستهداف الجانب التركي سيارة تقلّ عدداً من عناصر «قسد»، في بلدة أحداث، ما أدّى إلى مقتل ثلاثة من عناصر بينهم قيادي. وعلى إثر ذلك، بادرت «قسد» إلى استهداف القاعدة التركية في كلجبرين، وعدد من القرى والبلدات في ريف حلب، وصولاً إلى معبر باب السلامة الحدودي. ومساء الأحد، اندلعت اشتباكات بين الجانبين في قرية مارع، تزامناً مع تصاعد القصف المدفعي التركي على مناطق سيطرة «الإدارة الذاتية» في تل رفعت ومحيط مطار منغ، والذي سُجّل خلاله إطلاق أكثر من 50 قذيفة. وامتدّ القصف التركي، أمس، إلى قرى المالكية وشوارغة وتل حراش في ريف عفرين، فيما سُجّل استهداف طائرة مسيّرة لدراجة نارية، عند المدخل الجنوبي لمدينة عين العرب (كوباني).واستدعت هذه التطوّرات تدخّل الجانب الروسي الذي أرسل عدّة دوريات إلى خطوط التماس بين الجانبَين، لتتعرّض إحداها لقصف يُعتقد أنه تركي على طريق حربل - أم الحوش، ما أدى إلى مقتل جندي روسي وإصابة ثلاثة آخرين. وبينما تحدّثت وسائل الإعلام الكردية عن أن «الدورية الروسية تعرّضت لقصف مباشر من مسيّرة تابعة للاحتلال التركي»، تجاهلت وكالة «الأناضول» الحادثة، مكتفيةً بالقول إن «وزارة الدفاع أعلنت تحييد 7 عناصر من إرهابيي وحدات الحماية الكردية ypg، أثناء ردّها على اعتداءين استهدفا قاعدة جبرين العسكرية في منطقة درع الفرات، ومركزاً لشرطة أونجوبنار جنوب تركيا». بالتزامن مع ذلك، استهدف الجيش السوري قرى وبلدات جبل الزاوية، في كنصفرة وكفر عويد ودير سنبل وسفوهن والبارة وآفس في ريف إدلب. كما استهدف القاعدة التركية ومحيطها في قرية مجارز شرق إدلب، ومحيط النقاط التركية الأربع في قرية آفس في ريف إدلب أيضاً. وفُسّر القصف الكثيف والمفاجئ للجيش السوري على النقاط التركية، على أنه «ردّ مباشر» على استهداف الدورية الروسية.
وتدرج مصادر ميدانية، في حديث إلى «الأخبار»، التطورات الأخيرة «في إطار سعي تركيا للحصول على ذرائع، لاستئناف هجماتها على مناطق سيطرة قسد»، مرجّحةً أن «يعمد الجيش السوري والروس إلى التصعيد المدفعي والجوي في ريفَي إدلب وحلب، انتقاماً لمقتل الجندي الروسي»، بينما استبعدت حدوث «تحرّك برّي». وفي المقابل، ستركّز أنقرة على «حادثة وصول القذائف الكردية إلى بلدة أونجوبنار، لإعادة التذكير بأن وجود الوحدات الكردية وقسد يهدّد الأمن الداخلي التركي»، بحسب المصادر نفسها.