غزة | في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات الإسرائيلية المطالبة بتنفيذ عملية عسكرية كبرى في مدن شمال الضفة الغربية المحتلّة، في ظلّ تطورات في القدرات العسكرية لدى المقاومة هناك وصولاً إلى استخدامها العبوات الناسفة النوعية ضدّ قوات الاحتلال، تراقب الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة التطورات، وسط تعهّدات سابقة بعدم السماح للاحتلال باجتثاث الحالة المقاومة في الضفة. وخلال اجتماعات القاهرة الأخيرة بين حركتَي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» من جهة، والمخابرات المصرية من جهة أخرى، لم تقدّم الحركتان أيّ تعهّد بعدم التحرك من القطاع نصرةً للضفة، فيما حذّرتا من أن جرائم الاحتلال في هذه الأخيرة وضد المسجد الأقصى قد تؤدي في أيّ وقت إلى تفجر الأوضاع.وعلمت «الأخبار»، من مصادر في الحركتين، أن الاجتماعات التي جرت مع المخابرات المصرية، طلب فيها المصريون من الفصائل المحافظة على الهدوء مقابل العمل على تحسين الواقع الإنساني والاقتصادي في غزة خلال الفترة المقبلة، وأن ينسحب الهدوء أيضاً على الضفة الغربية، وهو ما ردّت عليه المقاومة برسالة واضحة مفادها أنها لن تسمح للاحتلال بإنهاء المقاومة في الضفة، وأن ذهابه إلى عملية موسعة هناك سيفتح كلّ الخيارات أمامها. كما حذّرت الفصائل من مخاطر تنفيذ هكذا عملية، مؤكدةً أنها لن تقف مكتوفة الأيدي وهي تشاهد الاحتلال «يعيث فساداً»، وأن الأوضاع في الوقت الحالي ليست مشابهة للظروف التي رافقت عملية «السور الواقي» في عام 2002، وأن المقاومة لن تتخلّى عن وحدة الساحات الفلسطينية وستعمل على إبقاء جذوة المقاومة مشتعلة في مدن الضفة.
أبلغت الفصائل، المصريين، أن عملية موسّعة في الضفة، ستفتح كلّ الخيارات


وبحسب مصدر قيادي في حركة «حماس»، فإنه برغم ترابط الساحات الذي تسعى المقاومة لتحقيقه، إلا أن تفاهماً بين الفصائل يسري حالياً، على أن يتمّ إعطاء الضفة المساحة الكافية لتفعيل العمل المقاوم وتطويره، بما يحقق مشاغلة واستنزافاً دائمَين للاحتلال، من دون أن يعني ذلك أن قطاع غزة بعيد عن المعادلة. وأكّد المصدر أن الفصائل في القطاع تراقب ما يجري في الضفة عن كثب، وهي تدعم استمرار العمل المقاوم وتطوّره هناك، موضحاً أن الدعم متنوّع وشامل لشتى المجالات، و«كله يهدف إلى أن تكون هناك جبهة فلسطينية متينة في وجه الاحتلال، تدافع عن المقدسات والحقوق الفلسطينية».
وكان صالح العاروري، قائد حركة «حماس» في الضفة ونائب رئيس مكتبها السياسي، قال، مطلع العام الجاري، إن المقاومة في قطاع غزة ليست في معزل عما يجري في الضفة الغربية، مؤكداً أن الأولى حاضرة دائماً في الاشتباك مع العدو، وهي موجودة لقيادة مسار المقاومة ضدّ الاحتلال. وأضاف العاروري: «كل عمل مقاوم في الضفة الغربية، إما تقف وراءه حماس أو تدعمه أو تحميه وتؤيده. رغم ذلك،لا تنظر حماس إلى موضوع المقاومة بنظرة حزبية وفصائلية. المقاومة أياً كان مصدرها هي مقاومة شريفة ومقدّرة ومعتبرة، وحماس تدعمها وتساندها، وكل شهداء شعبنا هم شهداؤنا، وهم تاج على رؤوسنا. لذا، فكل جهد مقاوم في الضفة الغربية، لحماس سهم فيه بشكل أو بآخر».