استمرّت الاشتباكات حول المسجد 5 ساعات، ثم نجح المقاومون في الانسحاب عن طريق نفق
وافتُتحت عملية «البيت والحديقة» بهجوم جوي على مقرّات يتجمّع فيها المقاومون في مخيم جنين، ثم اندفعت القوات الإسرائيلية إلى داخل المخيم، وسيطرت على مبانٍ كان يستخدمها المقاومون للتجمّع أيضاً، ولإنتاج وتخزين الأسلحة والعبوات، بحسب زعم العدو. وفي خلال ذلك، عملت قوات الاحتلال على جمع المعلومات الاستخبارية، وإجراء تحقيقات ميدانية مع معتقلين، بحيث يكون من الممكن عبر هذه التحقيقات الوصول إلى المزيد من المقاومين، وأيضاً المخازن ومراكز التجمّع. وتزامناً مع تنفيذ هذه المهمة، دخلت جرّافات العدو إلى أحياء المخيم الجانبية، وعملت على هدم بعض الجدران وحفر الطرقات وتخريبها، للحؤول دون انفجار عبوات بالجنود، ومنع زرع عبوات جديدة. وطوال يوم أمس، لم تقع اشتباكات عنيفة بين المقاومين وقوات الاحتلال، التي لم تكن قد توغّلت بعد إلى قلب المخيم، بل بقيت على أطرافه بعدما حاصرته وعزلته. لكن استثُني من تلك الحالة محيط مسجد تحصّن فيه مقاومون، بينما حاصرهم جنود العدو، وقصفوهم بالطائرات المسيّرة. واستمرّت الاشتباكات هناك 5 ساعات، لكن بعد دخول قوات الاحتلال إلى المسجد، وجدت أن المقاومين قد غادروه عن طريق أنفاق تحت الأرض.
وفي حصيلة اليوم الأول، وحتى ساعات المساء الأولى، كان جيش العدو قد هاجم نحو 20 هدفاً محدّداً مسبقاً في مخيم جنين ومحيطه، فيما سُجّل سقوط 9 شهداء و50 مصاباً بينهم 10 حالتهم خطيرة، غالبيتهم نتيجة الضربات الجوية، إضافة إلى شهيد في البيرة برصاص الاحتلال. كما أعلنت سلطات الاحتلال اعتقال 20 فلسطينياً لإجراء مزيد من التحقيقات معهم، واستجواب حوالي 70 آخرين ميدانياً. كذلك، كشف جيش العدو عن عدد من العبوات الناسفة المزروعة في باطن الأرض، ومخازن ذخيرة ومواد متفجّرة، ومشاغل لإنتاج العبوات البدائية، إضافة إلى منصّة بدائية لإطلاق الصواريخ. وفي المقابل، أعلن إصابة جنديين من جنوده، واحد بنيران المقاومين، وآخر بنيران صديقة.
وفي ساعات الليل، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن العملية «ستستمرّ طالما اقتضى الأمر ذلك»، مضيفاً أنه «في الأشهر الأخيرة ، أصبحت جنين ملاذاً للإرهاب. لسنا مستعدّين لقبول هذا، ونحن نضع حداً له. لا توجد أماكن محصّنة للإرهاب. ليس في غزة ولا في الضفة الغربية ولا في أي مكان». لكن يوسي يهوشع، المراسل العسكري في «يديعوت أحرونوت»، رأى أن «الضربة الاستباقية في جنين، لم تكن ناجحة بقدر ما تمّ التهويل والترويج لها»، مضيفاً أن «عملية عسكرية واحدة في جنين، لا تكفي للقضاء على (المقاومة هناك)، يجب شنّ سلسلة عمليات هجومية»، مشدداً على أهمية «عدم المفاخرة بإنجازات الجيش في جنين، وإنهاء العملية بأسرع وقت ممكن، لأن الساعات القليلة القادمة حاسمة للغاية». وفي الاتجاه نفسه، نبّهت دراسة نشرها «معهد دراسات الأمن القومي»، تزامناً مع العملية، إلى أهمية أن لا يكون عنوان العملية «استعادة الردع»، لأن «استعادة الردع ليست هدفاً عملياً، كونها غير قابلة للقياس». واعتبرت الدراسة أنه «من الممكن أن تؤدّي العملية العسكرية في جنين إلى تحسّن أمني على المستوى التكتيكي، ولكن ليس من المؤكّد أنه سيستمر لفترة طويلة».