غزة | وسط استعدادات المقاومة في قطاع غزة لإمكانية دخولها على خطّ المواجهة الجارية في شمال الضفة الغربية المحتلة، بما يشمل إخلاءها المراصد على طول حدود القطاع، تحرّكت وحدات «الإرباك الليلي» في عدد من المناطق الحدودية، حيث فجّرت على مدار ليل الإثنين - الثلاثاء، العشرات من العبوات الناسفة، وأشعلت إطارات السيارات، دعماً للمقاومة وتضامناً مع مدينة جنين ومخيمها. وترافقت هذه التحركات مع عدد من التظاهرات والوقفات الشعبية احتجاجاً على جرائم الاحتلال في جنين. وفي هذا الإطار، نظّمت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، في مناطق مختلفة من غزة، مسيرات جماهيرية داعمة للمقاومة. وانطلقت المسيرات بعد صلاة مغرب الإثنين من مختلف مساجد ومناطق القطاع في منطقة غرب غزة والمحافظة الوسطى والشمال، فيما رفع المشاركون فيها لافتات داعمة لجنين. وأشارت مصادر قيادتَي الحركتين، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن التحركات الميدانية هي «تعبير عن ترابط المقاومة في غزة وجنين»، مؤكّدة في الوقت نفسه أنها «ليست بديلة من تدخل القطاع في حال دعت الحاجة».
وكان القيادي في حركة «حماس»، إسماعيل رضوان، أكد أنه «لا سلام ولا تطبيع ولا مساومة مع الاحتلال، وأن البندقية والمقاومة هما الطريق الأمثل للرد على جرائم الاحتلال». وإذ حمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن عدوانه على جنين ومخيمها، فقد جزم أن ردّ المقاومة «لن يتأخر»، لافتاً إلى أن الأخيرة «تتابع عن كثب التطورات والأحداث في جنين وردّها مرهون بتصرف الاحتلال، وكلّ الخيارات مفتوحة للرد على العدوان والدفاع عن مقدساتنا».
التحرّكات الجارية حالياً ليست بديلة من تدخّل قطاع غزة في حال دعت الحاجة


وفي الاتجاه نفسه، أشار القيادي في «حماس»، مشير المصري، خلال كلمة في المسيرة الحاشدة شمال غزة، إلى أن «جماهير شعبنا في مختلف مناطق القطاع خرجت انتصاراً لجنين، واحتضاناً لمشروع الجهاد والمقاومة، وتأييداً للبنادق المُشرَعة في جنين ضد العدو الغاصب». وأضاف المصري أن الجماهير الفلسطينية المنتفضة «تؤكد وحدة الدم والهدف والمصير بين مخيم جباليا ومخيم جنين، ولن نترك جنين وحدها»، مؤكداً أن «أرض جنين محرمة على الاحتلال»، وأن «الثورة المسلحة قد انطلقت في جنين والضفة ولن تعود للوراء». وإذ اعتبر أن «استخدام الاحتلال للقصف الجوي دليل على عجزه وفشله، وخشيته من المواجهة المباشرة مع المقاومة»، فقد توجّه إلى المستوطنين قائلاً: «إنّ قادتكم يغامرون بكم من أجل مستقبلهم السياسي، وسيدفعون ثمن حماقتهم». كذلك، حذّر من أن استمرار التغول ضد جنين «يعني أن كل الخيارات مفتوحة أمام المقاومة».
من جهتها، نظّمت «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» في المحافظة الوسطى وقفة غضب في مخيم النصيرات تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على جنين، شاركت فيها القوى الوطنية والإسلامية واللجان الشعبية والوجهاء في المحافظة.