القاهرة | وسط مخاوف من تصاعد الاشتباكات في مدينة جنين ومخيّمها، والذي ينذر باشتعال كامل الضفة الغربية المحتلة، وصولاً إلى إمكانية دخول المقاومة في قطاع غزة على خطّ المواجهة، تكثّف مصر اتصالاتها بهدف الضغط لوقف العدوان الإسرائيلي. وفي السياق، كشفت مصادر مصرية، لـ«الأخبار»، أن الاتصالات المصرية مع الإسرائيليين في الساعات الماضية فشلت في إيقاف الحملة المستمرّة لليوم الثاني على التوالي؛ إذ أبلغ الاحتلال، الجانب المصري، أن جيشه لن يغادر قبل «إنهاء التهديد الذي يشكّله المخيم، فضلاً عن التأكّد من قدرته على اقتحام المنطقة في أيّ وقت يريده مستقبلاً، بما ينهي التعقيدات التي كانت موجودة من قبل». وفي المقابل، حذّر مسؤولو الاستخبارات المصرية من «خطورة الوضع، خاصة وأن باقي الفصائل الفلسطينية لن تظلّ ملتزمة الصمت، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى فتح جبهات جديدة».
كذلك، طلبت القاهرة من واشنطن بشكل مباشر التدخّل لإجبار تل أبيب على وقف عدوانها، الذي اعتبرت أنه يهدف إلى محاولة شغل الرأي العام الإسرائيلي عن الإجراءات التي يرغب الائتلاف الحكومي في اتخاذها بشأن القضاء، محذرةً من أن من شأن هذا التوجّه أن يؤدّي إلى اندلاع انتفاضة جديدة. كما نبّهت مصر الإدارة الأميركية إلى أن الأحداث الجارية تُعيق أيّ حديث عن إحراز تقدم في ملف تطبيع العلاقات الإسرائيلية – العربية، والذي تكثّف واشنطن تحركّاتها بشأنه.
أيضاً، أكّدت القاهرة أن أطرافاً عربية أخرى ستنضم إليها في خطوات تصعيدية لتعلن الاحتجاج على ما يحدث، وفي مقدّمتها الإمارات التي أجرت اتصالات مكثفة مع مصر في الساعات الماضية، بحسب المصادر التي نقلت عن الجانب المصري تأكيده أن إشعال فتيل أزمة جديدة لن يكون في صالح الجميع، بمن فيهم الإسرائيليون.