صنعاء | بعد أسبوعين من بدء عملية نقل الشحنة النفطية من السفينة «صافر» الراسية على سواحل البحر الأحمر، إلى السفينة البديلة «نوتيكا»، والتي سُلّمت إلى صنعاء وتمّ تغيير اسمها إلى «يمن»، كشفت حكومة الإنقاذ عن خطّة إنجاد «صافر» من انفجار كان وشيكاً منتصف عام 2020. وتزامن ذلك مع اقتراب الأمم المتحدة من نزع فتيل أزمة الناقلة التي كانت تهدّد المياه الإقليمية والدولية في البحر الأحمر، وخطوط الملاحة العالمية. وفي هذا الإطار، أكّد مدير «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»، آخيم شنايدر، إتمام نقل أكثر من 70% من إجمالي الشحنة النفطية من خزانات «صافر»، مشيراً، في تصريح صحافي، إلى أن عملية نقل الخام إلى السفينة البديلة شملت أكثر من 824 ألفاً و179 برميلاً من إجمالي مليون و140 ألف برميل. وبحسب سلطات صنعاء، فإن هذا النجاح الأممي جاء مُكمّلاً لخطّة إنقاذ قادتها الأولى منفردةً، عندما نفّذت عملية طارئة حالت دون حدوث كارثة بحرية، وُصفت من بعض القيادات بـ«العملية الفدائية التي تولّاها فريق وطني لا يملك أدنى الإمكانات التي يمتلكها الفريق التابع للأمم المتحدة والشركة الهولندية».وفي هذا الإطار، أكد مصدر ملاحي وآخر رسمي في صنعاء، لـ«الأخبار»، أن «عملية نقل النفط في طريقها إلى الاكتمال خلال الأيام القادمة»، مضيفَين أن «الخطر البيئي الذي كانت تمثّله السفينة صافر، انتهى فعلياً». وكشف المصدران أن السفينة التي ترسو قبالة ميناء رأس عيسى جنوب مدينة الحديدة غربي اليمن، كانت على وشك الانفجار في 27 آب 2020، حين بدأ التسرّب النفطي بالانتشار في مياه البحر بكثافة، «فتمّ تنفيذ خطّة إنقاذ طارئة غير مُعلنة بتوجيهات من رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، في حينه».
«صافر» وصلت مطلع 2020، إلى مرحلة الخطر وأصبحت في وضع حرج جداً

وكانت نقلت تقارير صحافية، عن مصادر رسمية في صنعاء، قولها إن «صافر» وصلت، مطلع عام 2020، إلى مرحلة الخطر وأصبحت في وضع حرج جداً، قبل أن توشك على الانهيار في آب من العام نفسه، ما اضطرّ الطاقم المتبقّي على متنها إلى مواجهة الحالة الطارئة تلك. وبالتزامن مع ذلك، كان مجلس الأمن يعتمد بياناً أميركياً بريطانياً يحذّر فيه من انهيار «صافر»، وخطر حدوث أسوأ كارثة بحرية في المنطقة، من دون إدراك أن الخطر أصبح بالفعل أكبر من أيّ وقت مضى، وأن فريقاً فنّياً يمنيّاً كان وقتذاك تحت البحر في مهمّة إنقاذ المنطقة من تسرّب أكثر من 1.1 مليون برميل من الخام الخفيف.
وتوزّعت خطّة الإنقاذ تلك على ثلاث مراحل، ونُفّذت من قِبل الفرق الفنّية التابعة للقوات البحرية في الحديدة، إلى جانب الطاقم المتبقّي على متن «صافر»، وطواقم «مؤسّسة موانئ البحر الأحمر» وخفر السواحل، واستمرّت نحو أسبوعين. وفي خلال المرحلة الأولى، جرى العمل على إيقاف التسرّب وإغلاق أماكنه في الأنابيب، وهو ما تمّ بنجاح، بينما في المرحلة الثانية، والتي عُنيت بفتحات دخول مياه البحر إلى حيّز غرفة المحرّكات، لما شكّلته من عامل خطر يهدّد السفينة، فقد أجريت دراسة حُدّدت بنتيجتها مقاسات السدادات الحديدية اللّازمة لإغلاق الثغرات، والتي جرى تصنيعها وطلاؤها بدهان مقاوم للصدأ. أمّا في المرحلة الثالثة، فقد تمكنّت الفرق الفنية من تركيب تلك السدادات بنجاح.