من جهة أخرى، يفيد مصدر «فتحاوي» آخر، «الأخبار»، بأن الفريق المحسوب على الشيخ هو من أقنع عباس بإجراء تغييرات داخل السلطة تشمل المحافظين والسفراء وبعض الوزراء في حكومة رام الله، تحت عنوان «ضخّ دماء جديدة في المناصب القيادية وتلبية المتطلبات الأمنية للوضع في الضفة». ويشير المصدر إلى أن هذه التغييرات «مثّلت ضربة للشخصيات القريبة من عضو اللجنة المركزية للحركة، جبريل الرجوب، ومحمود العالول في الضفة»، تمهيداً «لتعيين شخصيات تدين بالولاء له (الشيخ)».
لم يُعد عناصر «فتح» يولون المؤتمر اهتماماً، لإدراكهم أن مخرجاته «مطبوخة» قبل انعقاده
وفي الإطار نفسه، يقول المصدر إن الشيخ «وعد بعض المحافظين - الذين تمّت إقالتهم - بتعيينهم في مناصب جديدة داخل حركة فتح ومنظمة التحرير ليضمن ولاءهم له خلال المؤتمر الثامن». أما «أبو مازن»، فكان أصدر مرسوماً يقضي بتشكيل لجنة رئاسية، تضمّ عدداً من الشخصيات القيادية ذات الاختصاص لاختيار مرشّحين لشغل مناصب محافظي المحافظات الشاغرة، وتنسيبها إليه لاتّخاذ قرار بشأنها.
وبموازاة تحرّكاته الداخلية، يتطلّع الشيخ إلى الحصول على موافقة إقليمية على أن يكون نائباً لـ«أبو مازن» وخليفته في المستقبل، إذ عقد «سلسلة لقاءات ومباحثات مع المسؤولين في كيان الاحتلال وفي الأردن لإقناعهم بأنه الأفضل والأقدر على تغيير الواقع الأمني في الضفة الغربية»، بحسب المصدر نفسه، الذي يكشف أيضاً أن زيارة الشيخ الأخيرة للسفير السعودي لدى فلسطين غير المقيم، نايف بن بندر السديري - وهي الثالثة خلال شهرين -، تضمّنت إطلاعه على «جهود السلطة في تهدئة الأوضاع في الضفة، وعدم معارضة السلطة للتطبيع السعودي مع إسرائيل في حال جلب لها الفائدة ووضعاً اقتصادياً وسياسياً أفضل». وكانت السفارة الأردنية، أشارت، في بيان لها الأحد الماضي، إلى أن السديري استقبل في مكتبه في السفارة في عمان، حسين الشيخ، واللواء ماجد فرج، ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية، مجدي الخالدي.
تخوّفات «فتحاوية»
وبعدما ظلّت «فتح» تؤجّل عقد المؤتمر لعامين عن الموعد المقرّر له - وفق النظام الداخلي الذي ينص على عقده كلّ 5 سنوات - إلى إشعار آخر، مبرّرة التأجيل بأنه «نتيجة تغيّرات وظروف محلية وعالمية»، لم يُعد عناصر «فتح» يولونه الاهتمام نفسه، وسط إدراكهم أن تلك التبريرات «كاذبة»، وأن سبب التأجيل هو «الخلافات الداخلية»، وأن مخرجات المؤتمر «مطبوخة» قبل انعقاده.
وبرغم إقرار موعده، لا تزال النظرة السلبية تجاهه حاضرة لدى عناصر الحركة، في ظل عدم إقرار تغييرات تنظيمية جديدة، وتولّي حسين الشيخ ملفّ اللجنة اللوجستية التي ستؤمّن حضور الأعضاء والمكان الذي سينعقد فيه المؤتمر، خاصة أن «أبو تالا» سبق أن قدّم ورقة إلى أعضاء اللجنة التحضيرية، يقول فيها إنه يتعذّر إشراك الأسرى في المؤتمر بفعل الأوضاع المعقّدة في سجون الاحتلال. وعليه، سيتقلّص تمثيل هؤلاء في النسخة الثامنة، وهو ما سيضرّ - بطبيعة الحال - بمكانة الأسير مروان البرغوثي، وإمكانية ترشيحه مرة أخرى لعضوية اللجنة المركزية للحركة.
ولا تزال توصيات «أبو مازن» السابقة بشأن عدم تجاوز عدد أعضاء المؤتمر الـ 1200، ضمن معايير ونسب محدّدة للأجهزة الأمنية، والمتقاعدين، ووزراء «فتح» الحاليين والسابقين، وأعضاء المجلس الثوري الحاليين والسابقين، سارية. وإذ يستمر المسؤولون عن عقد المؤتمر في إخفاء التفاصيل بشأن الأشخاص المدعوّين إلى حضوره، يتخوّف بعض قادة «فتح» من أن يتمّ إقصاؤهم منه لصالح أشخاص موالين لتيار الشيخ وفرج