في المقابل، نقلت الوكالة عن مصدر إقليمي، وصفته بأنه مطّلع على تفكير إيران و«حزب الله»، القول إن «هذه رسالة إلى السعودي الزاحف نحو الإسرائيلي، غير آبه بالشعب الفلسطيني، وهذه رسالة إلى الأميركان الداعمين للتطبيع، وإلى الإسرائيلي، بأنه لا يوجد أمن في كل المنطقة ما دام الفلسطينيون خارج معادلاتهم».
دينيس روس: الأمر كلّه يتعلّق بمنع انفراجة أميركية - سعودية - إسرائيلية
في الاتجاه نفسه؛ ذهبت المحلّلة لورا بلومنفيلد من «كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة» في واشنطن، وفق الوكالة نفسها، إلى أن «هجوم حماس ربما جاء بسبب الشعور بالتهميش مع تقدّم الجهود لتوسيع العلاقات الإسرائيلية العربية». وقالت: «بينما كانت حماس تراقب الإسرائيليين والسعوديين وهم يقتربون من التوصل إلى اتفاق، قرروا: لا يوجد (لنا) مقعد على الطاولة؟ سمّموا الطعام». وكتب الديبلوماسي الأميركي السابق، ريتشارد ليبارون، الذي يعمل الآن في «المجلس الأطلسي للأبحاث»، بدوره، أنه «على رغم أنّ من غير المحتمل أن يكون هذا هو الدافع الرئيس للهجمات، فإن تحركات حماس تبعث رسائل واضحة إلى السعوديين بأن القضية الفلسطينية لا ينبغي التعامل معها كمجرد موضوع فرعي في مفاوضات التطبيع».
أما دول التطبيع نفسها، فأوحت مواقفها بأنها تسعى إلى تطويق آثار ما يجري على حكامها. وكان القاسم المشترك في خطاباتها جميعاً هو الدعوة إلى وقف النار من الجانبين، والمقصود بذلك هو وقف الظفر الفلسطيني الذي يمكنه إذا ما استمر أن يهزّ أركانها، ولا سيما أنه لا يواجه أي حاجز، لا طائفي ولا من أي نوع آخر، أمام تأييد شعوبها المطلق للمقاومة الفلسطينية. وأكد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، الذي أجرى اتصالات بنظراء له، من بينهم الأميركي، أنتوني بلينكن، «رفض السعودية استهداف المدنيّين العُزّل بأيّ شكل، وضرورة احترام القانون الدّولي الإنساني من جميع الجهات»، وشدد على «ضرورة تكاتف الجهود لتهدئة الأوضاع وتجنّب مزيد من العنف». كذلك، دعت وزارة الخارجية الإماراتية إلى وقف فوري لإطلاق النار، وعبّرت في بيان «عن قلقها الشديد إزاء تصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين»، وقدّمت «خالص التعازي لجميع الضحايا الذين سقطوا جراء أعمال القتال الأخيرة».
وفي الرباط، لم يخرج الخطاب الرسمي المغربي عن هذا الإطار، على رغم أن بضع مئات من المغاربة تظاهروا في المدينة تضامناً مع الفلسطينيين، وهو أمر غير ممكن في الإمارات أو السعودية. وإذ دانت وزارة الخارجية المغربية «استهداف المدنيين من أي جهة كانت»، فإنها دعت «بتعليمات من الملك محمد السادس»، إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب باعتبارها رئيسة الدورة الحالية لمجلس «جامعة الدول العربية».