أبناء قوات النخبة في "القسّام" شهداء مع وقف التنفيذ
مهند وعبد الحافظ وآخرون
واحد من أولئك الذين حباهم الله بابتسامة، يستطيعون عبرها النفاد إلى القلوب برشاقة منقطعة النظير، هو مهند الغندور. ذاتَ عام، سألته حينما كنت أجمع بيانات الطلاب الاجتماعية، عن عمل والده، أحمد الغندور، فردّ بابتسامة ثم ضحكة لذيذة، قائلاً: "قسام... بيشتغل في القسام"، قبل أن أنتبه إلى اسم والده مجدّداً، أبو أنس الغندور، القائد العام للواء شمال القطاع، أخطر ألوية غزة وأكثرها فعّالية في كل مواجهة، وذلك الذي دمّرت إسرائيل لاغتياله مربعاً سكنياً كاملاً خلال معركة "سيف القدس" عام 2021. ماذا في مهند ليكون من النخبة؟ شاب متحرّر من كل القيود، أعزب، نظيف الفطرة، يؤمن بالشعارات الأصيلة التي لم يلوّثها الواقع، متعلق قلبه بالله، متحمّس وذو بنية جسدية ممتازة، وأيضاً، مستعدٌّ كلّ الاستعداد للتضحية. استشهد ابن الثانوية العامة، بعدما نجح في العبور مع 1000 من رفاقه في النخبة. فتح الطريق للآلاف لكي يكملوا صناعة الملحمة.
أما عبد الحافظ المبحوح وعوض عساف، فهما كذلك، من أبناء الجيل نفسه، لكنّ المفاجئ لكلّ أهالي الحي الذي يسكنان فيه، والذين عايشوهما طفلَين، أنهما التحما مع الجنود من "مسافة الصفر".
الخبرة العالية
إلى جانب هؤلاء، يقود وحدات النخبة مقاومون من أصحاب الخبرة العالية، الذين خاضوا خلال سنوات انخراطهم الطويلة في صفوف المقاومة، مواجهات مباشرة مع جنود الاحتلال. هؤلاء نشأوا في النخبة وكبروا فيها، وأخطأهم الموت عبرها في عشرات المواجهات والحروب. بنوا حياتهم، تزوّجوا وأنجبوا، تعلّموا وأبدعوا، وهم يضعون محيطهم الاجتماعي في ظروف عملهم الخطر. أحمد أبو اللبن، وأيمن لبد، والعشرات من الشهداء الذين يضيق المقام بذكر أسمائهم، وقد وسعتهم حدقات العيون والقلوب، غيّروا أولويات السلاح وقيمته. قبل يوم أول من أمس، كانت الصواريخ في نظر العدو والصديق، هي سلاح المقاومة الوحيد القادر على الفعل المحدود والتأثير المقبول معنوياً. أما اليوم، فأضحت الصواريخ سلاحاً ثانوياً رديفاً، بينما باتت سواعد الرجال، التي داست الشرف العسكري الصهيوني، هي السلاح الإستراتيجي الأبقى والأنجع.