في اليوم الثالث على عملية «طوفان الأقصى» واصل مقاتلو المقاومة الفلسطينية الاشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق عدة خارج حدود قطاع غزة، وصولاً إلى مسافات قريبة من حدود الضفة الغربية المحتلة. وبالتوازي، تلقّت قيادة حركة «حماس» اتصالاتٍ من أطراف دولية عدة، بينها روسيا والصين ومصر وقطر ودول أوروربية، عرضت التوسط مع إسرائيل. وأفادت مصادر «الأخبار» بأن «حماس» أبلغت المُتّصلين بها بـ«انفتاحها على صفقة تبادل عاجلة»، لكنها اشترطت «وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل ذلك». وتمّ إبلاغ الوسطاء بـ«أن الوضع الإنساني في غزة في غاية السوء، والاحتلال يُمارس جرائم بحقّ الإنسانية وعقاباً جماعياً على المدنيين». وأكّدت الحركة أن استخدام العدو «الضغط على المدنيين لن يجدي نفعاً ولن يدفع حماس للتراجع»، مشدّدةً على رفضها «الحديث عن الحلول، قبل وقف العدوان». ووفق معلومات «الأخبار»، فإن الحركة «تُجهّز نفسها لمرحلة جديدة من العمل العسكري سيكون أضخم وأكبر وسيشمل جبهات عدة، وهناك اتصالات مع أطراف محور المقاومة للدخول إلى جانبها في المعركة المشتعلة». وأكّدت المصادر أن المقاومة «لم تستخدم سوى جزء يسير من قوّتها العسكرية في مواجهة الاحتلال، ولديها خطط دفاعية مُعدَّة منذ سنوات طويلة لمواجهة أي عدوان بري»، وهي جهّزت نفسها لـ«معركة تستمر 6 أشهر، تشمل كل السيناريوهات العسكرية». وأبلغت المقاومة الوسطاء أن «الضربة التي سيتعرض لها الاحتلال في حال نفّذ عملية برية في غزة ستكون أكبر من تلك التي حدثت في بداية المعركة، وعشرات آلاف المقاتلين مستعدون للمواجهة».في غضون ذلك، صبّ العدو غضبه على المدنيين في القطاع بقصف جوي طاول الآمنين في منازلهم، وصفه بأنه «واحدة من أكبر الغارات الجوية على الإطلاق ضدّ حركة حماس في قطاع غزة». ووصل عدد الشهداء، في حصيلة أولية أمس، إلى نحو 700 شهيد، بينهم 140 طفلاً و105 نساء، إضافةً إلى حوالى 3800 جريح. وتوعّد الناطق باسم «كتائب القسام» أبو عبيدة بإعدام رهائن مدنيين وبثّ ذلك بالصوت والصورة، في مقابل كلِّ «استهداف لأبناء شعبنا الآمنين في بيوتهم دون سابق إنذار». وسَخِرَ أبو عبيدة من التهديد بحرب برية، مشيراً إلى إسقاط المقاومة «كل فرقة غزة في أول يوم المعركة». وأكّد جهوزية الكتائب لـ«معركة طويلة» واستعدادها لـ«كلّ الاحتمالات»، مشدّداً على رفض التفاوض على الأسرى «تحت النار (...) قضية الأسرى هي ملف إستراتيجي له مساره الواضح والمعروف وأثمانه التي سيدفعها الاحتلال لا محالة».
وفي مقابل الغارات الجوية الإسرائيلية، استهدفت الوحدات الصاروخية في «القسام» و«سرايا القدس» بدفعات صاروخية تل أبيب والقدس وعسقلان وبئر السبع وسديروت.
وعلى الجانب الآخر، يستمر العدو بعدِّ قتلاه ومصابيه، وقد وصلت الحصيلة أمس إلى 900 قتيل على الأقل وحوالى 2400 جريح، فيما ارتفع عدد القتلى العسكريين الذين اعترف الجيش بهم إلى 86. وقال الجيش إن لديه «تفاصيل كاملة عن جميع المخطوفين في غزة»، معلناً إعلام 30 عائلة حتى الآن. وذكرت إذاعة الجيش أن الغارات على غزة ستتواصل «حتى لو تسبّبت في إيذاء الأسرى الإسرائيليين». وتوعّد وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت سكان القطاع بقطع الكهرباء والطعام والوقود، واصفاً إياهم بـ«الحيوانات البشرية». وقال قائد الأركان هيرتسي هليفي للجنود والضباط في المناطق المحيطة بقطاع غزة، في محاولة لرفع معنوياتهم: «بعد بداية صعبة، نحن نرسم خط الاشتباك (...) أمامنا الكثير من المهمات الأخرى، ويجب أن نكون أقوياء. الأمر بدأ بصورة سيئة، وسينتهي على نحو سيّئ جداً في الطرف الآخر». كذلك، فعل رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الذي طلب من الإسرائيليين «الوقوف بحزم لأننا سنغيّر الشرق الأوسط (...) نحن جميعاً معكم وسنهزمهم بقوة، الكثير من القوة». كما هدّد بأن «ما سنفعله بأعدائنا سيبقى صداه لأجيال مقبلة (...) تنتظرنا أيام صعبة ومصمّمون على الانتصار». ودعا قادة المعارضة الإسرائيلية إلى تشكيل حكومة طوارئ معه. وحول تحريك الولايات المتحدة حاملة طائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، قال نتنياهو إن «أعداءنا في المنطقة يدركون أهمية قدوم حاملة طائرات أميركية في الطريق»، في إشارة إلى حزب الله.
إلى ذلك، رجّح الرئيس الأميركي جو بايدن وجود أميركيين بين الذين أسرتهم «القسام»، كاشفاً عن مقتل 11 أميركياً على الأقل في عملية «طوفان الأقصى».