صنعاء | ما زال موقف عدد من المكوّنات السياسية اليمنية الموالية لـ«التحالف»، من عملية «طوفان الأقصى»، ضبابياً، إذ إن «المجلس الرئاسي» لم يُصدر بيان تأييد للعملية، فيما «المجلس الانتقالي الجنوبي»، الموالي للإمارات، والذي أعلن قبل عامين عدم ممانعته إقامة علاقات مع إسرائيل، التزم الصمت، شأنه شأن مكوّنات أخرى موالية لدول التطبيع اختارت تجاهل الحدث حفاظاً على مصالحها. وأفادت مصادر محلّية مطّلعة، لـ«الأخبار»، بأن «قيوداً أمنية فُرضت على التظاهرات والمسيرات في عدن والمكلا، بما يتواءم مع موقف أبو ظبي المناهض لعملية طوفان الأقصى والمتضامن مع تل أبيب»، مضيفةً أن «مجاراة الإمارات في موقفها، أثارت موجة سخط في الشارع اليمني في تلك المحافظات، ودفعت المئات من المتظاهرين في حضرموت إلى إحراق العلمَين الإماراتي والإسرائيلي مساء الثلاثاء». كما خرج المئات من شبّان عدن في مسيرات مؤيّدة للعملية، ومناصرة للقضية الفلسطينية.وعلى مدى الأيام الماضية، شهدت المحافظات الجنوبية مسيرات شعبية غير منظّمة، نصرةً لحقّ الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، فيما وزارة الخارجية في عدن اكتفت بإصدار بيان أكدت فيه «حق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه وبناء دولته». ويأتي هذا الموقف بعدما أُثيرت، في الآونة الأخيرة، أحاديث عن وجود علاقات غير معلَنة بين حكومة عدن والكيان الإسرائيلي، ومن ذلك ما ذكره القيادي في حزب «المؤتمر الشعبي»، عادل الشجاع، في منشور قبل نحو شهر من الآن، حين قال إن رئيس الحكومة المُشار إليها، معين عبد الملك، التقى، الشهر الماضي، وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى عبر وسطاء إماراتيين، بهدف البحث في مشاركة شركة اتصالات إسرائيلية مع شركة «NX» الإماراتية التي منحها عبد الملك حق الاستحواذ على 70% من أصول شركة «عدن نت»، في هذا المشروع. ووفقاً للشجاع، الذي تعرّض لمضايقات كثيرة وجرى ترحيله من الأراضي المصرية إلى إسبانيا بطلب من رئيس حكومة عدن، فإن الصفقة منحت الطرفَين الإماراتي والإسرائيلي حق التحكّم في الطيف التردّدي للاتصالات في المحافظات الجنوبية.
وأثارت مواقف المكوّنات اليمنية الموالية لـ«التحالف»، سخط العشرات من الناشطين التابعين لها، والذين عدّوا أنها بمضيّها على خطى دول التطبيع، تضرب عرض الحائط تاريخ العلاقات السياسية والشعبية بين فلسطين واليمن، ودور أبناء المحافظات الجنوبية، خصوصاً في الدفاع عن فلسطين والقتال جنباً إلى جنب مع المقاومتَين الفلسطينية واللبنانية، إلى حدّ تحوّلت معه عدن إلى قِبلة للمقاومة في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته. وذكّر هؤلاء بأن المناضل الفلسطيني، وديع حداد، انطلق عام 1970 من تلك المدينة، التي احتضنت معسكرات تدريب لـ«الجبهة الشعبية» و«حركة 2 حزيران» وغيرهما، في خور مكسر وجعار ومناطق أخرى. كما استقبلت الرئيس الراحل، ياسر عرفات، ودرّبت الآلاف من مقاومي فلسطين، ودعمت حركات المقاومة بالسلاح.
أثارت مواقف المكوّنات اليمنية الموالية لـ«التحالف»، سخط العشرات من الناشطين التابعين لها


أما حكومة صنعاء، فقد أصدرت وزارة خارجيتها بياناً أكد «تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني»، و«إدانتها للدعم الأميركي المكشوف للعدو، والذي يؤكد أن واشنطن لا يمكن لها أن تكون راعية سلام في المنطقة»، ودعا إلى «تحرّك عربي عاجل لوقف جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بأسلحة أميركية محرّمة دولياً». كما استنكر المتحدث باسم حركة «أنصار الله»، محمد عبد السلام، الجرائم التي يرتكبها العدو في قطاع غزة، أمام مرأى العالم وبدعم أميركي وغربي، وجزم، في تغريدة على منصة «X»، أن صنعاء «لن تقف مكتوفة الأيادي أمام تلك الجرائم الوحشية»، مجدّداً إبداء الاستعداد للمشاركة العسكرية في ردع العدوان، مذكّراً بأن قائد الحركة، عبد الملك الحوثي، أعلن أنه «في حال تجاوز الوضع في غزة عسكرياً وإنسانياً الخطوط الحمر، فاليمن لن يظلّ مكتوف الأيدي». وختم بتأكيد تواصل التنسيق بين «أنصار الله» و«محور المقاومة»، لإسناد المقاومة والشعب الفلسطينيَين بالوسائل الممكنة كلّها.