بغداد | تتأهّب فصائل المقاومة في العراق لاحتمال شنّ هجمات ضدّ القواعد العسكرية الأميركية في البلاد، وذلك على خلفية استمرار المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، فيما تؤكد قيادات في الفصائل أن مصالح الولايات المتحدة تحت مرمى نيرانها في أيّ وقت.واعترض الجيش الأميركي، أمس، هجوماً بطائرتين مسيّرتين حاولتا استهداف قاعدتَي «عين الأسد» و«الحرير»، غير أنه حتى الآن لم تتبنّ أيّ جهة الهجوم، وسط توقّعات بسلسلة هجمات مرتقبة ضدّ المصالح الأميركية في المنطقة بشكل عام، والعراق بشكل خاص.
وتُعدّ القاعدتان من أكبر القواعد العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، ما حمل فصائل مسلّحة عراقية على التهديد بقصفهما، في حال استخدامهما لمهاجمة قوى المقاومة. في المقابل، عزّزت الولايات المتحدة قواعدها في العراق وسوريا بمزيد من الطائرات المقاتلة من طرازَي «F-35» و «F-15».
وقال قيادي في «حركة النجباء» العراقية، لـ«الأخبار»، طالباً عدم ذكر اسمه، وذلك قبل دخوله اجتماعاً موحّداً للفصائل حول الأوضاع في فلسطين، إن «الفصائل المسلحة جاهزة لمقاتلة الكيان الصهيوني، وكذلك تدمير القواعد الأميركية في العراق والمنطقة عموماً». وأضاف إن «اجتماعنا له عدة مهام، أولاها دعم القضية الفلسطينية، وإطلاق تظاهرات واسعة أمام السفارة الأميركية لطرد سفيرتها، وكذلك ندرس الخيار العسكري للوقوف مع حزب الله اللبناني وبقية قوى المقاومة ضد إسرائيل وأميركا».
من جانبه، أكد القيادي في اللواء 56 في «الحشد الشعبي»، علي حسين، «استعداد فصائل المقاومة والحشد الشعبي لنصرة فلسطين، وتقديم كلّ الدعم للشعب الفلسطيني». ونبّه، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «موقفنا من المحتل واضح، وطالبنا بطرده مرّات عديدة، لكن في الوقت الحالي سيكون موقفنا قاسياً، بما في ذلك إغلاق السفارة الأميركية التي هي في الأساس غرفة عمليات كبيرة للتجسس وصناعة الخراب والفوضى». ورأى حسين أن «وجود قواعد عسكرية أميركية هو مصدر قلق حقيقي للعراقيين وللمنطقة، ولاحظنا خلال الأشهر الأخيرة أنه كانت هناك تحركات مريبة لإدخال الأسلحة والمعدات الأميركية إلى قواعدها في العراق، وهذا ما يزيد من خطورة استخدام أراضينا ساحة للحرب».
وأما القيادي في «حركة أنصار الله الأوفياء»، عادل الكرعاوي، فقال، لـ«الأخبار»، إن «موقف فصائل العراق هو من موقف المقاومة في لبنان وغيره، ونحن على أهبة الاستعداد للقتال ضد الكيان»، مضيفاً إن «كلّ الخيارات حالياً مفتوحة، والخيار العسكري موجود في حال تطلّب الأمر ذلك». وطالب الحكومة العراقية بطرد السفيرة ألينا رومانوسكي وإغلاق السفارة فوراً، «كما نمهل الحكومة لطرد جميع سفراء الدول الداعمة لإسرائيل».
إلى ذلك، تظاهر المئات من أنصار فصائل المقاومة و«الحشد الشعبي» أمام السفارة الأميركية في العاصمة بغداد أمس، للمطالبة بطرد سفيرتها وطاقمها الديبلوماسي.