القاهرة | يوم آخر مضى، من دون أن تجد المساعدات الإنسانية المحمّلة في شاحنات ضخمة، والمنتظِرة عند أبواب معبر رفح من الجهة المصرية، طريقها إلى قطاع غزة، إذ لا تزال الحكومة المصرية تنتظر الضوء الأخضر الأميركي لإدخالها. وإلى هذه المساعدات، بدأت القاهرة، التي تمارس من جهتها أيضاً ضغوطاً على واشنطن للتوسّط لدى تل أبيب لتسهيل عبور الشاحنات، بتجهيز سيارات إمداد لوجيستي محمّلة بالمياه، فضلاً عن كميات محدّدة من المستلزمات الطبية التي تحتاج إليها مستشفيات القطاع، فيما يُحكى عن احتمال تسهيل دخول كوادر طبية للعمل في مستشفيات ميدانية قد يتمّ إنشاؤها بناءً على مطالب قدّمتها مصر للإدارة الأميركية المشرفة من جانبها على الحرب القائمة.وعلى هذه الخلفية، كثّف وزير الخارجية المصري، سامح شكري، من ظهوره على شاشات التلفزة العالمية، ليؤكد، أمام الرأي العام العالمي، أن معبر رفح لم يُغلَق، وأن الغارات الإسرائيلية التي دمّرت البنية التحتية على الجانب الفلسطيني للمعبر، تعيق دخول أيّ مساعدات، رافضاً، في الوقت ذاته، الاتّهامات الموجّهة إلى القاهرة بمنع خروج الأجانب من غزة، قبل بدء تدفّق المساعدات. وقال شكري، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عُقد في مقرّ الوزارة في القاهرة، إن «تصفية القضية الفلسطينية من خلال تهجير سكان غزة إلى دول الجوار أمر غير وارد»، مؤكّداً أن «أيّ هجوم على مؤسّسة صحية أمر غير مقبول». كذلك، تحدّث شكري عن ضرورة توفير الاحتياجات الأساسية للشعب الفلسطيني، مطالباً بمزيد من الضغوط على تل أبيب التي تعاقب شعباً بأكمله، وتحرمه من المساعدات، وفق ما أضاف. ومن جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، إن المبعوث الأميركي الخاص، ديفيد ساترفيلد، التقى، أمس، مسؤولين إسرائيليين ومصريين لتطوير آلية محدّدة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وأضاف ميلر أن الحكومة الإسرائيلية «قلقة» من «احتمال انحراف المساعدات عن المسار المخصص لها لتستفيد منها حماس»، وأن واشنطن تشاركها مبعث القلق نفسه.
في هذا الوقت، لا تزال قنوات الاتصال بين القاهرة وتل أبيب تعمل في أدنى مستوياتها، وهو ما يعكس توتّراً غير مسبوق في العلاقات بين الجانبَين، منذ سنوات، في حين تحشد الحكومة المصرية لتظاهرات ضخمة يُرتقب أن تخرج اليوم، للتنديد بالموقف الإسرائيلي، وللدعوة إلى كسر الحصار على غزة، حتى ولو من خلال اقتحام الحدود. كذلك، تتواصل التحضيرات لعقد «قمّة مصر الدولية للسلام» الخاصة بفلسطين، والمقرّرة يوم غد السبت، والتي ستشهد مشاركة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس الإماراتي محمد بن زايد، إلى جانب عدد من رؤساء الحكومات الأوروبية، والأمين العام للأمم المتحدة الذي سيزور معبر رفح اليوم الجمعة. وفي هذا السياق، أكّدت قناة «القاهرة الإخبارية» أن 31 دولة وثلاث منظّمات دولية، أعلنت مشاركتها في القمّة التي تأتي في إطار مبادرة تقضي بـ«ضرورة الشروع العاجل في بحث سبل تسوية شاملة للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، بموجب حلّ الدولتين»، فيما حظيت بتأييد كل من الصين وروسيا.