ولم يقتصر تفعيل استخدام الطائرات على مخيم جنين، بل هاجمت طائرة مُسيّرة انتحارية شبّاناً ومقاومين في مخيم نور شمس أيضاً، بعد تفجير عبوة ناسفة بقوة مؤلّلة من جنود الاحتلال، ما أدى إلى مقتل ضابط وإصابة 10 آخرين بجروح. وبحسب شهود عيان، فإن الجنود التزموا، لدى وصولهم إلى محيط المخيم، آلياتهم العسكرية ولم يغادروها، خشية استهدافهم من المقاومين واشتداد المواجهات معهم، وهو ما سهّل على الأخيرين تفجير العبوة. وكان استعان جيش الاحتلال، قبل شهور، بطائرة «أباتشي»، لأوّل مرّة منذ 20 عاماً، لإنقاذ مجموعة من الجنود والآليات كانت وقعت في كمائن عبوات ناسفة في جنين، في ما مثّل سبباً أساسياً لعملية «بيت وحديقة» التي نُفّذت في المخيم في تموز الماضي.
يواصل الاحتلال تنفيذ عمليات اغتيال ممنهجة بحقّ الأسرى عن سابق إصرار
هكذا، يبدو واضحاً تزايد اعتماد جيش الاحتلال على الطائرات المروحية أو المُسيّرات لشنّ غارات أو التدخّل في الضفة، إثر الخسائر البشرية في صفوف قواته ووقوعها في كمائن قاتلة، وهذا ما يُعدّ دليلاً إضافياً على صعوبة الاشتباكات مع المقاومين، فضلاً عن أن العدو يريد تكريس استخدام الطائرات بكل أنواعها في أيّ اقتحام أو هجوم في الضفة، وهو ما بات يُقلق الأهالي، ولا سيما بعد لجوء العدو إلى استخدام طائرة «F16» الحربية، الأحد الماضي، لقصف مسجد «الأنصار» في مخيم جنين، والذي أسفر عن استشهاد شابين.
وعلى غرار كلّ ليلة، لم يقتصر العدوان على منطقة واحدة؛ إذ شهدت مدينة نابلس أيضاً اشتباكات مسلحة عنيفة خلال تصدّي المقاومين لاقتحام الاحتلال للمنطقة الشرقية ومخيم عسكر. وفي مدينة قلقيلية، استشهد شاب خلال مواجهات مع جنود العدو بعد اقتحامهم المدينة، فيما أُعلن عن استشهاد شاب آخر في طولكرم، متأثراً بإصابته في العدوان على مخيم نور شمس قبل أيام. أيضاً، شنّت قوات الاحتلال، فجر أمس، حملة اعتقالات ومداهمات في مناطق مختلفة في الضفة الغربية والقدس، وسط مواجهات في جنين ونابلس وطوباس وقلقيلية وقلنديا، تصدّى خلالها الشبان لجنود العدو بالرصاص والقنابل والعبوات الناسفة المحلية الصنع. وسبقت ذلك، ليل الثلاثاء - الأربعاء، موجة اعتقالات طاولت 80 مواطناً على الأقلّ من الضّفة، بينهم سيدتان من القدس. وأفادت «هيئة الأسرى» و«نادي الأسير» بأن الحملة التي صعّدتها قوات الاحتلال بشكل غير مسبوق منذ السابع من تشرين الأول الجاري، طاولت 1350 مواطناً من الضّفة، علماً أن هذه الحصيلة لا تشمل المعتقلين من العمّال، ومعتقلي غزة الذين لم تُعرف هوياتهم وأعدادهم حتى اللحظة بشكل دقيق. ويأتي هذا فيما يواصل العدو تنفيذ عمليات اغتيال ممنهجة بحقّ الأسرى عن سابق إصرار، راح ضحيتها أخيراً الأسيران عرفات حمدان وعمر دراغمة اللذان اعتُقلا بعد «طوفان الأقصى». كما تفيد الشهادات والروايات التي تصل من معتقلين أُفرج عنهم أخيراً، بأن قوات الاحتلال تنفّذ اعتداءات قاسية على الأسرى، وتهدّدهم بالقتل، وتنكّل بهم وعائلاتهم منذ لحظة الاعتقال.
في المقابل، سُجّلت منذ بدء العدوان، حتى مساء أمس، في الضفة الغربية، 1337 عملية مقاومة، منها 384 عملية إطلاق نار، ومحاولتا إطلاق صواريخ، و60 عملية نوعية، و891 مواجهة بأشكال مختلفة، خلّفت قتيلَين في صفوف الاحتلال ونحو 35 إصابة، بينما بلغ عدد الشهداء قرابة 109، من بينهم 7 قضوا فجر أمس، 4 منهم في مخيم جنين، وخامس في مخيم قلنديا كان على سطح منزله لدى اقتحام المخيم، وسادس في قلقيلية وسابع في طولكرم.