الطائفة السنيّة تفقد هويّتها إذا حادت عن فلسطين حماس لن تُكسَر ومحور المقاومة سيتدخّل إذا شعر بالعكس

سنةٌ كاملة على انتخاب الشيخ محمّد طقوش أميناً عاماً لـ«الجماعة الإسلاميّة»، كانت فيها عمليّة «طوفان الأقصى» هي المفصل في بروزه على السّاحة السياسيّة والعسكريّة بعد تفعيل العمل المقاوم للجناح العسكري لـ«الجماعة»، «قوّات الفجر»، التي أعلنت تنفيذ عمليتين عسكريتين ضد العدو الإسرائيلي بعد سنوات من الانقطاع. في حوار مع «الأخبار»، أكّد طقوش أنّ عدد العمليّات التي نفّذتها «قوات الفجر» كان «أكبر من المُعلَن»، مشيراً إلى أنّ «الجماعة» في طوْر إنشاء إطار مخصّص للراغبين بالانضمام إلى الجهاد. وشدّد على أنّ «الطائفة السنيّة لا يُمكن أن تكون إلا مع خيار المقاومة ضد المحتل بغضّ النظر عن أي طائفة تُمارس العمل المقاوم في الوقت الحالي». ودعا إلى عدم استحضار مشاركة حزب الله في سوريا في هذه المعركة المفصليّة لتحرير فلسطين، بل المطلوب المزيد من اللحمة. واعتبر أن فتح الجبهات «تُحدّده جبهة المقاومة بناءً على مصلحة حماس في الدّاخل». ورأى أنّ ما يفعله حزب الله وباقي الفصائل اللبنانية والفلسطينية على الجبهة الجنوبيّة لديه جدوى في إشغال العدو وإسناد أهل غزّة. وأكّد أنّ «هذه الجبهة ستتحرّك حتماً في حال رأت هزيمة وشيكة لحماس، ومع ذلك نحن متيقّنون أن «حماس» لن تُكسَر». وفي ما يأتي نص الحوار
(هيثم الموسوي)

ما هي رؤيتكم لعملية «طوفان الأقصى» وتقييمكم لها؟
هذه العمليّة أتت في سياق الردّ الطبيعي، باعتبار غلاف غزّة منطقة فلسطينية محتلّة، و«حماس» هي حركة تحرّر وطني فلسطيني واجبها تحرير الأرض. وقد انتظر الفلسطينيون طويلاً المبادرات والحلول، لكن يبدو أن العدو الإسرائيلي لا يفهم إلا بلغة النار.

هل «كتائب القسّام» قادرة على المواجهة؟
«القسام» تؤكّد أنّها تمتلك من الإمكانات العسكرية والمقدّرات والقادة ما سيُفاجئ بأكثر من عملية «طوفان الأقصى»، وأنها لم تستخدم 15% من هذه المقدّرات حتّى الآن، كما أصبحت لديها أوراق قوّة. ولكن، باعتباري مطّلعاً، أعرف أن ما يؤلم «حماس» هو حجم الدّمار ودماء المدنيين. أمّا على المستوى العسكري، فـالمقاومة ليست بخير فحسب، بل بألف خير.

هل تُحارب «حماس» جيش العدو فقط؟
عسكرياً تُحارب العدو الإسرائيلي، لكن هناك منظومة إقليميّة - دوليّة تتحالف معه وتشكّل غطاءً له. هذه المنظومة تضمّ الولايات المتّحدة ومعظم دول الغرب، وللأسف يحظى العدو بغطاء من أنظمة عربيّة.

تفعيل العمل المُقاوم

أعلنت «الجماعة» أخيراً عن عمليّات عسكريّة ما أوحى بتفعيل العمل المقاوم. لماذا انقطعت عن ذلك لسنواتٍ طويلة؟
تأسّست «قوات الفجر» عام 1982 وبدأت تنفيذ عمليّات ضد العدو الإسرائيلي إبّان الاحتلال إلى أن تحرّرت مدينة صيدا. بعدها تابعت عملها الذي كان يمر بمراحل صعود وفتور، إلا أنّها شهدت منذ نحو سنة حالة تصاعديّة على مستوى التدريب والتأهيل والعديد. واليوم، جاءت لحظة مفصليّة. فما جرى في 7 تشرين الأوّل الماضي لم يكن عمليّة عاديّة محدودة، بل محطّة أساسيّة في مسار تحرير فلسطين. وبالتالي، فإن هذا الوقت المُناسب لتُعلن «قوات الفجر» عن نفسها وعن تنفيذ العمليّات.

ما هي القدرات العسكريّة لـ«قوات الفجر» وهل تمتلك أسلحة متطوّرة؟
ما من فصيل مُقاوم يُفصح عن قدراته العسكريّة. لكن، يُمكن القوْل إنّ «قوات الفجر» تمتلك أسلحة متواضعة وتطوّر نفسه، وضرباتها في الجنوب باتت تشكل قلقاً وإشغالاً للعدو.

تعرّضت «قوات الفجر» لتضييق من الأجهزة الرسميّة، وأُوقف عدد من عناصرها، هل ما زال هذا التضييق قائماً؟
حدثت أكثر من عمليّة توقيف لعناصرنا في الأشهر الأخيرة، ويعود ذلك إلى أننا «غير مُرسّمين» حتّى الآن بالنسبة إلى الأجهزة الأمنيّة، ولكننا نمارس العمل المُقاوم تدريباً وتجهيزاً منذ عقود من خلف السّتار. الآن، لا يوجد تضييق، بسبب طبيعة الحدث على أرض غزّة وطبيعة العدوان على أراضينا المحتلّة. ولا نظن أنه يُمكن لأحد أن يواجه أي فصيل لبناني يُريد مُقاومة العدو الذي يغتصب الأرض.

هل صحيح أنّ «الجماعة» فتحت باب الانتساب إلى «قوات الفجر» للجهاد؟
بعدما أعلنت «قوات الفجر» عن عملها العسكري، لاحظنا في المناطق أن كثيرين من الشبّان المتحمّسين والمتحرّقين لما يجري في فلسطين ويحملون همّ تحرير الأراضي اللبنانيّة المحتلّة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، يُريدون أن يكون لهم نصيب في دحر المحتل ومقاومة العدو. لذلك زاروا مراكزنا والتقوا عدداً من القياديين لإبداء رغبتهم بالالتحاق بصفوفنا. وعليه، سيُعمل خلال الأسابيع القليلة المقبلة على إطار تعبئة في أجهزتنا التي يُمكن لها أن تستوعب مثل هؤلاء المنتسبين.

وصف البعض العمليتين اللتين نفّذتهما «قوات الفجر»، بأنهما «تسجيل موقف»؟
نحن في حالة تصاعد لأعمال المقاومة طالما أنّ العدو لا يزال يحتل جزءاً من أراضينا ويعتدي على جزء آخر، ويقتل أهلنا في الشريط الحدودي والعرقوب. وعدد العمليّات التي قامت بها «قوات الفجر» أكثر من المُعلن، إذ نفّذنا عمليّات لم يُعلن عنها. وهذا يعود إلى تقدير المصلحة والظروف.
الجماعة ستُعلن التعبئة للجهاد في صفوفها ولم نعلن عن كل عملياتنا ضد العدو


ما هي الرسالة التي أردتم إرسالها من وراء تفعيل العمل المقاوم؟ أهو انخراط في «وحدة الساحات»، أم لإعطاء «شرعيّة سُنيّة» لمقاومة «حزب الله» في الجنوب؟
نحن ننطلق في عملنا المُقاوم من قناعاتنا ومبادئنا وأصولنا وتربيتنا. القول إنّ الغرض إعطاء الشرعية لعمل «حزب الله»، فإن الحزب الذي يمتلك مقدّرات وإمكانات على كلّ المستويات العسكرية والسياسيّة ويمسك بالكثير من مفاصل البلد، لا يحتاج إلى أن يُعطيه أحد الشرعيّة. أمّا في ما خصّ مصلحة الحزب بأن يكون هناك فصيل سني مُقاوم ويشارك في مقاومة العدو، فمن المؤكد أن هناك مصلحة له في ذلك.

هل سهّل وجودكم في بعض المناطق السنيّة الحدوديّة العمل العسكري لحزب الله؟
ما من شك أن حزب الله كان، على مدى عقود، يُحضّر ويُجهّز في تلك القرى التي شاء القدر أن تكون سنيّة. ولكنني أقول إن ما من مقاومة تنجح إلا إذا كانت لها حاضنة شعبيّة. وفي لحظة مقاومة ومقارعة عدو كالعدو الإسرائيلي، فمن المؤكّد أنّ الطائفة السنيّة لا يُمكن إلا أن تكون ضد العدو الغاصب، ومع خيار المقاومة ضده، بغضّ النظر عن طائفة من يمارس العمل المقاوم، فضلاً عن أنّه بات هناك اليوم فصيل مقاوم سني، ولا ضرر أو حرج في أن ينسّق مع فصيل شيعي مقاوم.

ما مدى التنسيق العسكري الميداني؟
العمليّات التي نفّذتها «قوات الفجر» في الجنوب كانت من دون تنسيق مع حزب الله، لكنّ التواصل على مستوى المسؤولين والعناصر في السّاحة الجنوبيّة موجود ويرتفع منسوبه شيئاً فشيئاً، ومهمّته تحديد الأهداف وإيلام العدو.

عدم التنسيق مع حزب الله ينطبق أيضاً على العمليّات التي نفّذتها «حماس» في الجنوب؟ وهل كانت بالتنسيق معكم؟
إخواننا في «حماس» ينسّقون مع حزب الله، كما ينسّقون معنا، على مستوى المعلومات وتقاطعها.

البعض يتّهمكم بأنكم أصبحتم جزءاً من محور المقاومة الذي تقوده إيران؟
لسنا في أي محور. «الجماعة» منذ تأسيسها لا تقبل بأن تضع نفسها في محورٍ من المحاور، بل هي حرة مستقلّة. تتفق مع بعض الأطراف في عناوين محدّدة وتختلف معهم في عناوين أُخرى. ولذلك، هي تتفق مع إيران في عنوان المقاومة، لكنّها قد تختلف معها في عناوين أُخرى، وهذا لا يضرّ بالعلاقة معها.

ما هي طبيعة العلاقة مع إيران؟
علاقة تواصل، عصبها ومضمونها ملف المقاومة.

هل ترون أن الاشتباكات التي يخوضها حزب الله مع العدو على الحدود ذات جدوى في سياق الحرب على غزة؟
أعظم جدوى ممّا يقوم به حزب الله أو الجماعة أو «حماس» أو «حركة الجهاد الإسلامي» أو أي فصيل لبناني أو فلسطيني، هو إشغال العدو وإرباكه ليبقى مستنفراً ويحشد نحو ثلث جيشه في القطاع الشمالي بدلاً من أن نُريحه لينقل كل هذا العديد والسلاح إلى الدّاخل، وهو ما ليس في مصلحة أهلنا في غزّة. كما أن فعل المقاومة الذي نُمارسه من لبنان هو بمثابة رسالة إلى أبناء غزّة بأن لديهم ظهيراً وعوناً.

ألا ترون أن الحرب الشاملة هي ما يخفّف عن غزّة الاعتداءات التي تشهدها؟
نتمنى أن تصل الأمة جمعاء إلى لحظة الغليان التي تجعلها تنتفض انتفاضة واحدة للانقضاض على الكيان الصهيوني الغاصب لتحرير أراضينا ومقدّساتنا. لكن اليوم هذه الأُمّة هي في حالة تسخين كالسّاحة الجنوبية الواقعة شمال الأراضي المحتلّة. إذا كان السؤال عما إذا كان ينبغي الدّعوة إلى فتح هذه الجبهة من عدمه، فإن الإجابة هي لدى جبهة المُقاومة التي يجب عليها أن تقوم بدراسة معمّقة عمّا إذا كانت هناك مصلحة لـ«حماس» في الدّاخل بفتحها على مصراعيها أو إبقائها على ما هي عليه ضمن قواعد الاشتباك، وعمّا إذا كانت المقاومة في السّاحات قد أعدّت نفسها للانخراط في مثل هذه المواجهة في جبهات وساحات مفتوحة. المقاومون في الساحات وقيادة المقاومة هم الذين يقدّرون هذا الأمر. فتح جبهة عريضة يتطلّب الكثير من الحسابات الدقيقة، إذ إنّ ذلك يعني حتماً حرباً إقليميّة كبرى ستحصل لأنّنا نواجه اليوم المحور الأميركي. وبالتالي، يتطلب هذا القرار النظر في مسألتين أساسيتين: هل طلب أهل غزّة فتح السّاحات، وتقدير الموقف عبر المتواجدين فيها.

في الأيّام الأخيرة تحرّكت أكثر من جبهة من جبهات محور المقاومة، في اليمن والعراق والجولان المحتل. برأيكم، هل المحور في مرحلة إيصال الرسائل بأنّه سيتدخّل مباشرةً في حال كان الحسم العسكري لمصلحة الكيان؟
تقديرنا أنّ «حماس» لن تُكسر. ومن الممكن أنّ محور المقاومة العريض مكتفٍ الآن ببعض أعمال المقاومة في بعض الساحات لتقديم الإسناد، كما يجري في الجنوب اللبناني ضمن قواعد الاشتباك، ولن يتدخّل إلا إذا شعر بأنّ «حماس» ستُكسَر.

لا لاستحضار تدخّل حزب الله في سوريا في هذه المعركة المفصليّة لتحرير فلسطين


هل ترون أن «طوفان الأقصى» أدّى إلى تقارب سني - شيعي حقيقي؟
هناك أكثر من تقارب ويصل إلى الاحتضان، وهو ما نراه ظاهرياً في حركة النزوح من القرى الحدوديّة السنيّة إلى مناطق جنوبيّة شيعيّة والعكس أيضاً.

هل أعاد «طوفان الأقصى» الشارع السني إلى ثوابته في بالقضيّة الفلسطينية؟
الطائفة السنية أصيلة حيال القضية الفلسطينية، تاريخها وحاضرها ومستقبلها أيضاً سيثبت وفاءها إلى أبعد الحدود، فهي صادقة في انتمائها والدفاع عن قضايا الأمة. ولطالما ناصرت المدن - الحواضن السنيّة الكُبرى كبيروت وصيدا وطرابلس دائماً قضايا الأُمّة العربية والإسلاميّة، ولكن أحياناً يغلب حدث على آخر.

هل التعاطف السني محصور بمقاومة «حماس» وما يحصل في غزّة ولا يشمل احتضاناً لحزب الله؟
الطائفة السنيّة تفقد هويّتها في حال حادت عن القضيّة الفلسطينية، وأعتبر أنّ الحساسيّة المفرطة التي كانت في هذا الشأن نابعة من تدخّل حزب الله في سوريا، لذلك نراهم يستحضرون هذا الأمر في سياق معركة «طوفان الأقصى»، مميّزين بين «حماس» و«حزب الله». وأنا أرى أنّ من غير المناسب استحضار مثل هذه العناوين في هذه الظروف، لأنّ أمامنا معركة مفصليّة على مستوى الأمّة.

كيف تقيّمون مواقف المرجعيات السنية الرسمية، السياسية والدينيّة، وهل كانت على مستوى الحدث؟
مواقف مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان دائماً ما تكون متقدّمة ومشرّفة في ما يعني القضيّة الفلسطينية. ولم نقصده يوماً تحت عنوان هذه القضيّة إلا وكان سبّاقاً. ومبادرته في دعوة النوّاب السُّنة إلى دار الفتوى في أول أيّام الحرب على غزّة، نقطة تُسجّل له. أما المواقف على المستوى السياسي، فقد بدأت خجولة وليس كما هو مرجوّ، لكنّها عادت وتحسّنت شيئاً فشيئاً وتجلّت بشكلٍ أفضل على لسان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال جولته على المناطق المتاخمة للحدود.

كيف تقيّمون الموقف اللبناني الرسمي؟
كنّا نرجو من حكومتنا سقفاً أعلى من المعتمد حالياً. لا نُريد الدخول في إطلاق الأحكام على مواقف أنظمتنا العربية وحكوماتنا والمبالغة في توصيفها، لكننا نأمل منها أكثر من ذلك بكثير. ونعتقد أنّه كان من الممكن للحكومة اللبنانيّة أن تقوم بأكثر من ذلك وأن تُقارب الملف بطريقة مختلفة. وهناك بعض الأسئلة التي نضعها برسم هذه الحكومة: ماذا ينقصها كي لا تقدّم الاحتضان للنازحين من المناطق الحدوديّة وتقوم بواجباتها في مسح الأضرار جراء القصف؟ وهل حضّرت خطّة طوارئ؟

ماذا عن مواقف القوى السياسيّة اللبنانيّة ؟
لم أرَ أن هناك أي مكوّن لبناني يتنكّر للدماء التي تجري على الأراضي الفلسطينيّة، وحتى من لديهم موقف سياسي مغاير يخجلون أن يعبّروا عنه بصوتٍ عالٍ لأنّ حجم الدمار والقتل لا يمكن أن يتحمّله إنسان.

هل لدى «الجماعة» خطّة طوارئ وبرامج دعم في حال نشوب الحرب؟
تعكف مؤسساتنا والجمعيات التابعة لها على درس خطّة متكاملة لمواجهة الأزمة في حال اندلاع الحرب. وهناك جهات خارجيّة صديقة زارتنا للتنسيق في هذا الإطار، خصوصاً أننا لا نعوّل على حكومتنا بل نتّكل على ما نمتلكه من مقدّرات في مؤسساتنا وعلاقاتنا الخارجية.

المواقف العربيّة والإقليمية

هل كانت المواقف العربيّة، ولا سيّما مواقف السعودية ومصر وقطر، على مستوى الحدث؟
نأمل أن تكون مواقف حكّامنا العرب وحكوماتنا العربية والإسلاميّة متقدّمة. تتفاوت هذه المواقف بين دولةٍ وأُخرى. ومع ذلك، نحن معنيون اليوم بعدم تهشيم بعضنا. ويجب الإضاءة على الموقف السعودي المقبول بعدما أصدرت المملكة أكثر من بيانٍ، ومنها موقف يُسجّل لها في الإشارة إلى أنّ عمليّة «طوفان الأقصى» كانت ردّة فعل طبيعيّة على الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى ومقدّساتنا. كما يجب الإضاءة على الموقف الحاسم للرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي الذي اوقف تهجير أبناء غزّة.

ماذا عن الموقف التركي؟
الموقف التركي شكّل لنا صدمة في السّاعات الأولى فقد كنا نعوّل عليه الكثير كما عوّدنا، إذ لم تكن هناك دولة إقليميّة متقدّمة في مواقفها من القضيّة الفلسطينيّة أكثر من تركيا. لكنّ الجانب التركي تدارك هذا الأمر، ويعمل منذ أسبوع على تصويب المسار، مع أن المطلوب أكثر من ذلك. كما أن الخطاب الأخير للرئيس التركي كان متقدّماً.

هل أنتم راضون عن مواقف «إخوان» الأردن وكيف تبرّرون ابتعادهم عن المشهد؟
كلّ بلد له ظروفه، وأهل كل بلد أدرى بظروفه، لكن لا بد من الإشارة إلى أنّ أكثر شعب عربي تفاعل مع ما يحصل في غزة هو الشعب الأردني، وهو الشعب الصادق والوفي للقضيّة الفلسطينيّة، ولم نرَ شعباً كان قادراً على الحشد كما حصل في الأردن. ومع ذلك، المطلوب أن يستمر هذا الحراك الشعبي في الساحة الأردنيّة وأن لا يهدأ، بل أن يكون في حالة تصاعدية.

الملف الداخلي

هل ترون أنّه بعد أن تضع الحرب أوزارها أن نتائجها ستخلط الأوراق السياسية اللبنانية وتؤسّس لتموضعات في السياسة؟
بتقديري نعم، إذ إنّ ما قبل هذا الحدث ليس كما بعده، وهو ما سينعكس على الساحة السياسية اللبنانية. ولقد رأينا أن الحدث فرض نفسه لدى البعض لتجاوز الخلافات حتّى نذهب جميعاً إلى ما هو أعمق وأهم.

الأمين العام للجماعة الإسلامية