«لا أحد في إسرائيل يمكنه تقدير نوايا حزب الله حتى الآن». ما كتبته صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية، أمس، عبّر عن ضيق الخيارات حيال التعامل مع الواقع الذي فرضه الحزب في «الجبهة الشمالية»، بعدما أثبتت المقاومة في لبنان مرونة حيال الانتقال من نسق عملياتي إلى نسق آخر.فبعد «هدوء» نسبي على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، شنّ مقاتلو حزب الله أمس سلسلة عمليات ‏ضد مواقع العدو وثكناته وتحصيناته في القطاعات الشرقي والأوسط والغربي، إذ قُصف موقع الصدح غرب بلدة صلحا (مستعمرة أفيفيم) بالصواريخ الموجّهة «ودُمّرت أجزاء كبيرة من منشآته وتجهيزاته ووقعت ‏إصابات مؤكّدة بين أفراد حاميته»، بحسب بيان للمقاومة الإسلامية. كما تم استهداف موقعَي «مسكاف عام» و«أبو دجاج» مقابل بلدة راميا الحدودية بالصواريخ الموجّهة ‏والأسلحة المناسبة ودُمّر قسم من تجهيزاتهما الفنية.‏‏ وأعلن الحزب أيضاً مهاجمة مواقع رويسات العلم والسماقة وزبدين في ‏مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة.
سياسياً، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال استقباله وفداً برلمانياً إيرانياً إن «الأميركي والإسرائيلي لا يعلمان ما تخبّئه الأيام إذا استمر العدوان على غزة». وشدّد على أن «طوفان الأقصى شكّل خسارة كبيرة محقّقة للعدوِ الإسرائيلي وأصبح من ثوابت التاريخ».
والتقى الوفد البرلماني الإيراني أيضاً رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بحضور عدد من نواب الكتلة.
وأكّد عضو الكتلة النائب حسن فضل الله في احتفال تأبيني للشهيد عباس السوقية في بلدة عيناثا الجنوبية أن «المقاومة في لبنان تدير معركتها بدقّة وحكمة وشجاعة، وتقوم بتكليفها بمعزل عن أي اعتبارات لا ترتبط بطبيعة المعركة ومقتضياتها، ووفق ما تراه من مصلحة لبلدها، وعلى رأس هذه المصلحة منع العدو من تحقيق أهدافه في غزة، لأن ذلك سيشكّل خطراً جسيماً على بلدنا والمنطقة».‏