تتطلّب عملية الإنقاذ معدات وحفّارات وبواقر كبيرة، وتلك نادرة في هذا الوقت
تتطلّب عملية الإنقاذ معدات وحفّارات وبواقر كبيرة، وتلك نادرة في هذا الوقت. لا تتوفر في شمال القطاع كله سوى آليتين فقط، إحداهما تعطّلت، والأخرى يجري تحريكها بشكل يومي بين العشرات من مواقع القصف، بحسب ما يفيد به أحد ضباط الدفاع المدني، مضيفاً، في حديثه إلى «الأخبار»، أن «عملية انتشال الشهداء من تحت المنازل المدمّرة تتطلّب وقتاً طويلاً، إذ تحتاج إزالة ركام بعض البنايات إلى عدّة أيام، وتستهلك كميات كبيرة من السولار، والوقود عزيز وشحيح للغاية. لذا، فإن عملية الإنقاذ تأخذ الطابع الطوعي، الكلّ يشمّر عن سواعده، ويساعد قدر المستطاع».
في هذا الوقت، يقارب قرص الشمس على الغياب. لا يزال أهالي المخيم يحاولون انتشال الأحياء من أسفل طبقات المنزل التي غارت عدّة أمتار أسفل الأرض، حيث يتناوب شباب الحي على تكسير الاسمنت. وبعد عشر ساعات من العمل المتواصل، تمكّنوا من إنقاذ شخصين. عمّت البهجة وعلا التهليل: ثمّة حياة في نقطة حُكِم على جميع سكانها بالموت. في محيط «مستشفى كمال عدوان» في مشروع بيت لاهيا، نفّذت الطائرات الحربية حزاماً نارياً مماثلاً طاول عدة شوارع. وفي شهادته على الحدث، يقول أحمد حجاج، في حديثه إلى «الأخبار»، إنه «في تمام الساعة الخامسة من فجر يوم الثلاثاء، شنّت الطائرات الحربية عشرات الغارات على منازل عائلات ظاهر والهندي والدريني والبلعاوي، كما دمرت الغارات مساحات واسعة من الشوارع المحيطة بالمستشفى، مستهدفةً أكثر من 20 منزلاً دُمِّرت بشكل جزئي أو كلي». على أن حظوظ الأهالي تتفاوت، إذ لم تتمكّن سيارات الإسعاف و«الدفاع المدني» من الوصول إلى المربع المقصوف في مشروع بيت لاهيا، إلا بعد ثلاث ساعات من الحدث. والنتيجة: 80 شهيداً استطاعت أيادي المنقذين الوصول إليهم، فيما لا يزال العشرات من عائلات الهندي وغنام تحت الأنقاض.