أخيراً، أُعلن، مساء أمس، تمديد الهدنة المؤقّتة وعملية تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والعدوّ الإسرائيلي، وذلك بوساطة قطرية - مصرية، وبرعاية وإشراف أميركيّين، ليومَين إضافيّين، على أن تجري الأمور وفق شروط الصفقة الحالية. وأعلن المتحدّث باسم الخارجية القطرية، أمس، «التوصّل إلى اتفاق لتمديد الهدنة الإنسانية ليومَين إضافيّين في غزة»، مشيراً إلى أن بلاده «تأمل أن تُفضي الهدنة الإنسانية إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة»، فيما أكدت حركة «حماس»، في بيان، أنه «تمّ الاتفاق مع الأشقّاء في قطر ومصر على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقّتة لمدّة يومَين إضافيين، بنفس شروط الهدنة السابقة».في المقابل، نقلت وسائل إعلام عن مسؤولين إسرائيليين تأكيدهم أنه «تمّ الاتفاق على الخطوط العريضة لتمديد الهدنة يومَين مقابل إطلاق سراح 10 رهائن كلّ يوم»، فيما رحّب «البيت الأبيض»، بدوره، بتمديد الهدنة، وفق ما جاء على لسان المتحدث باسمه، جون كيربي، الذي أضاف أن «واشنطن تأمل بالتأكيد تمديداً أطول للهدنة، وهذا يرتبط بإفراج حماس عن رهائن إضافيين».
وفي التفاصيل، أوضح نائب رئيس حركة «حماس» في غزة، خليل الحية، أن «الآلية نفسها ستستمرّ خلال اليومَين المقبلين، بتسليم 10 إسرائيليين مقابل 30 فلسطينياً»، مسجّلاً في الوقت نفسه «تقصيراً وتلكّؤاً في إيصال المساعدات إلى شمال غزة خلال الأيام الماضية»، آملاً أن «يتغيّر ذلك». كما أكد الحية سعي الحركة «إلى الدخول في صفقة جديدة تتجاوز النساء والأطفال»، وهو ما قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التفاوض، عنوانها الأسرى الرجال. وبحسب التقارير الإسرائيلية، لا يزال ثمّة في قطاع غزة، 177 أسيراً وأسيرة، ليسوا جميعهم من الإسرائيليين، إذ من بينهم عدد من العمال الأجانب. والأسرى هؤلاء موزّعون على النحو الآتي: 8 طفلات، و10 أطفال، و34 امرأة، و9 مسنّات، و16 مسنّاً، و100 رجل (كان قد أعلن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أمس، أن 184 إسرائيلياً لا يزالون محتجَزين في قطاع غزة، بينهم 80 من مزدوجي الجنسية، من ضمنهم من أُطلقوا أمس). على أنه لا يمكن الركون إلى هذه الأرقام بشكل كامل، وخصوصاً أنها تغيّرت عدّة مرّات لدى العدوّ، فيما لم تعلن المقاومة عمّا في جعبتها بشكل دقيق وصريح، كما أن من بين الأسرى من قُتلوا في القصف الإسرائيلي. وعلى أيّ حال، لا يبدو مُستبعداً إضافة يوم هدنة إضافي إلى اليومَين اللذين اتُّفق عليهما أمس، وذلك لإتمام تبادل الأسرى المسنّين والمسنّات، بعد إنهاء ملف الأمهات والأطفال.
لا يبدو مُستبعداً إضافة يوم هدنة إضافي إلى اليومَين اللذين اتُّفق عليهما أمس


في هذا الوقت، بدا لافتاً ما أوردته صحيفة «هآرتس»، أمس، من أن «(رئيس حركة حماس في غزة) يحيى السنوار، التقى بعض المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وتحدّث معهم بالعبرية»، في حين نقلت «القناة 12» أن «السنوار قال لمحتجزين إسرائيليين في غزة، إنهم في المكان الأكثر أماناً، ولن يحصل لهم مكروه». وأفادت إحدى الأسيرات الإسرائيليات بأن «رجلاً دخل عبر النفق وخاطب مجموعة أسرى إسرائيليين باللغة العبرية، قائلاً: أنتم هنا في المكان الأكثر حماية، لن يحدث لكم شيء»، وأضافت: «لقد كان هذا الرجل يحيى السنوار».
وعلى صعيد «جولة» تبادل يوم أمس، وهي الرابعة من نوعها، أعلنت حركة «حماس»، مساء، تسلّمها «قائمة الأسرى المقرّر الإفراج عنهم اليوم (أمس) من سجون العدو الصهيوني»، وهي «تشمل 3 أسيرات هنّ: ياسمين تيسير عبد الرحمن شعبان (جنين)، عطاف يوسف محمد جرادات (جنين) ونفوذ جاد عارف حماد (القدس)، إضافة إلى 30 طفلاً أسيراً». وفي وقت لاحق من المساء، بدأت «كتائب القسّام» عملية تسليم الدفعة الرابعة من المحتجزين لديها إلى «الصليب الأحمر»، وهم عبارة عن 11 أسيراً (9 أطفال وسيّدتان)، فيما أفرج العدوّ عن 33 أسيراً فلسطينياً مقابل أولئك، بعدما أعلنت «مصلحة السجون الإسرائيلية» تلقّيها قائمة بأسماء هؤلاء.
أما في قطاع غزة، فلا يزال عدد كبير ممّن نزحوا من شمال القطاع خلال أيام العدوان، إلى أحياء شمالية أخرى، أو إلى الجنوب، يتوافدون إلى أحيائهم المدمّرة، لتفقّد بيوتهم المهدمة أو المتضرّرة. وفيما لا يملّ العدوّ من تهديد هؤلاء، ومحاولة منعهم أو ثنيهم عن العودة، يستمرّ العائدون في محاولتهم الحصول على أبسط مقوّمات الحياة من غذاء ودواء، بما يساعدهم في البقاء والصمود، وفي الوقت نفسه عدم ترك مدنهم وأحيائهم للعدوّ. وفي هذا السياق، أعلن قسم غسل الكلى في «مستشفى الشفاء» العودة إلى العمل بجهود «استثنائية»، فيما دعت إدارة المستشفى مرضى الكلى إلى التوجّه إلى القسم المذكور لتلقّي الخدمة. في المقابل، تنتشر القوات الإسرائيلية على خطوط التماس التي تثبّتت عند دخول الهدنة حيّز التنفيذ يوم الجمعة الفائت، بينما أعلن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أمس، أن 1200 إسرائيلي على الأقلّ قتلوا، وأصيب أكثر من 9 آلاف، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.