وصلت إلى صنعاء رسائل ترغيب وترهيب جديدة من واشنطن
وأعلنت شركة «مايرسك»، وهي أكبر شركة شحن في العالم، بدورها، أنها «ستوقف جميع عمليات الشحن بالحاويات عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر لتسلك مساراً حول أفريقيا»، مضيفة، في بيان، أنه «في أعقاب الحادث الوشيك الذي شهدته السفينة "جبل طارق"، والهجوم الآخر على سفينة حاويات اليوم (أمس)، أصدرنا تعليمات إلى جميع سفن مايرسك في المنطقة، المتّجهة للمرور عبر مضيق باب المندب، بإيقاف رحلتها حتى إشعار آخر». وتبعتها «هاباج لويد» بالكشف عن أنها قرّرت تأجيل الإبحار لجميع سفنها عبر البحر الأحمر في الأيام الثلاثة المقبلة، موضحةً أنها ستقرّر بعد ذلك ما إذا كانت ستمدد وقف الرحلات البحرية أو لا. وكانت قوات صنعاء البحرية قد أعلنت، أول من أمس، تنفيذ عملية عسكرية ضد سفينة الحاويات «جبل طارق» التابعة لشركة «مايرسك» الدنماركية، والتي كانت متّجهة إلى الكيان الإسرائيلي، مبينةً أنها استهدفتها بطائرة مُسيّرة أصابتها إصابة مباشرة، بحسب بيان مقتضب للعميد سريع.
وبحسب مصادر مطّلعة في صنعاء، تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن غالبية الشركات ستوقف مع الوقت مرور سفنها عبر باب المندب، لتتحول المشكلة إلى أزمة عالمية. وتعتقد المصادر أن «الأميركيين يريدون ذلك بهدف تدويل القضية»، مستدلّة على ما تقدّم بالقول إنه «كان بإمكان الشركات الامتناع عن التوجه إلى الكيان، لكنها توقّفت كلياً عن الإبحار في البحر الأحمر، وهذا ما سيعقّد المشكلة». وتكشف أن الأميركيين «حاولوا الأسبوع الماضي إقناع الصينيين بالسير معهم لإصدار قرار في مجلس الأمن بشأن إجراءات اليمن، لكنّ الأخيرين رفضوا على ما يبدو»، مشيرةً إلى أن «هناك تحريكاً للقراصنة الصوماليين لتشويه صورة ما يقوم به اليمنيون، ونقل صورة على أن ما يحدث هو أعمال قرصنة وليس مقاومة أو حتى سياسة».
كما تكشف المصادر أن «رسائل ترغيب وترهيب جديدة أُرسلت من قبل الجانب الأميركي إلى صنعاء، وكذلك تهديدات بريطانية - أوروبية بإفشال مسار السلام الذي عاد ليتنشّط في الأيام الماضية»، مضيفةً أن «البيت الأبيض بعد فشله في تشكيل تحالف دولي لحماية السفن الإسرائيلية في البحريْن الأحمر والعربي، طلب من دولتين عربيتين (مصر وسلطنة عمان) التواصل مع صنعاء لوقف الهجمات الجوية والبحرية على المصالح الإسرائيلية مقابل الاستمرار في بذل الجهود لفتح معبر رفح ووقف الحرب على قطاع غزة، إلا أن صنعاء اشترطت التنفيذ قبل وقف إجراءاتها ضد الكيان».