لا يمرّ يوم منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، إلا ويعبّر المستوطنون ومعهم الإعلام العبري عن القلق حيال أمن المستوطنات الشمالية، ربطاً بعمليات المقاومة ضد ثكنات ومواقع وتجمّعات جنود العدو الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، والتي أدّت إلى هرب عشرات الآلاف من المستوطنين إلى عمق فلسطين المحتلة.وواصل حزب الله أمس تنفيذ سلسلة عمليات دقيقة ضد مواقع وتجمّعات جنود العدو، باستهداف مقاوميه تلك التجمعات في محيط ثكنة «شوميرا» (قرية طربيخا اللبنانية المحتلة)، قبل أن يستهدفوا الثكنة نفسها بعد أقل من ساعة بالأسلحة المناسبة. كما استهدفوا قوة ‏مشاة إسرائيلية في محيط موقع المطلة، وتجمّعاً لضباط وجنود العدو في مستعمرة «إيفن مناحم» (قرية طربيخا اللبنانية المحتلة) بالأسلحة الصاروخية، ‏وأوقعوا فيهم إصابات مؤكّدة، ‏قبل أن يستهدفوا تجمّعاً آخر ‏لجنود العدو وآلياته في محيط موقع المنارة، ومركز ‏تحكّم وسيطرة عند النقطة 430 مقابل بلدة كفركلا.
وأقرّ الإعلام العبري بمقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخر بجروح خطيرة في مستوطنة «شتولا» جراء إطلاق حزب الله لعدد من الصواريخ، ونشر مشاهد تُظهر الأضرار التي لحقت في المباني داخل مستوطنة «المنارة»، وقال إن «الأرقام المتعلقة بالدمار في كيبوتس المنارة عند الحدود مع لبنان لم تكن معروفة للجمهور في إسرائيل وأخفاها الجيش الإسرائيلي». بدورها، نقلت «القناة 14» العبرية عن ضباط وجنود إسرائيليين عند الحدود مع لبنان قولهم: «نشعر كأننا بطّ في ميدان الرماية، وتسلسل الأحداث يتزايد هنا، حرب على كل شيء، والرتب العليا في الجيش الإسرائيلي تعتقد أن كل شيء على ما يرام». أما صحيفة «يديعوت أحرونوت» فقالت إن «عدداً كبيراً من المستوطنين النازحين من المستوطنات الحدودية مع لبنان بدأوا ببناء حياة جديدة في المناطق التي نزحوا إليها ولا يريدون العودة».
وأعلن حزب الله، أمس، استشهاد المقاومَين حسين علي عز الدين (أبو نمر) من بلدة معروب الجنوبية، وعبد العزيز علي مسلماني (أبو محمد كربلا) من بلدة الشعيتية الجنوبية.