تقرّ الولايات المتحدة بصعوبة تشكيل تحالف، يوفّر لها الغطاء المناسب لعمليات عدائية ضد اليمن من أجل ردعه عن دعم المقاومة في فلسطين، لكنّ هناك نقاشاً إضافياً حول كلفة هذه المهمة.وبثّت قناة «سي إن إن» الأميركية تقريراً أورد مجموعة من النقاط، تخصّ مهمة البحرية الأميركية في البحر الأحمر ومنها:
أولاً: عملية «حارس الرخاء» البحرية فشلت في ردع هجمات «الحوثيين» الذين استمروا في استهداف السفن.
ثانياً: تواجه السفن الحربية الأميركية في البحر الأحمر عدداً متزايداً من التهديدات بأسلحة معينة. ولم تذكر البحرية الأميركية ما هي الأسلحة التي تستخدمها سفنها لمواجهة هجمات «الحوثيين».
ثالثاً: يؤكد الخبراء أنه مهما كانت الأنظمة التي تستخدمها البحرية الأميركية، فإنها تواجه معضلة نتيجة التكلفة والمخزون والفعّالية.
رابعاً: إن تكلفة صاروخ «SM-6» الاعتراضي تبلغ أكثر من 4 ملايين دولار، وصاروخ «SM-2»، حوالي 2.5 مليون دولار، وصاروخ «ESSM» حوالي1.7 مليون دولار.
خامساً: إن حملة طويلة في البحر الأحمر، قد تؤدي في النهاية إلى فرض ضرائب على الموارد الأميركية، كما يقول الخبراء، في مقابل أن لدى «الحوثيين» الموارد اللازمة لقتال ممتدّ.
سادساً: لم يستخدم «الحوثيون» أسلوب الهجوم الواسع بسرب كبير من الطائرات بدون طيار، وهو هجوم يمكن أن يتضمّن عشرات التهديدات في وقت واحد، والذي قد يرهق قدرات السفينة الحربية.
سابعاً: إن صواريخ كروز أو الصواريخ الباليستية المضادّة للسفن التي يملكها «الحوثيون» تمثل تحدياً أكثر صعوبة، وسبق أن أغرقت العديد من السفن البريطانية خلال حرب «فوكلاند» وضربت السفينة الأميركية «ستارك» في الخليج الفارسي عام 1987.
وبحسب تقارير صحافية أميركية، فإن كل هذه الأمور، كانت في صلب المحادثات التي يجريها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع الإدارة الأميركية في البيت الأبيض ومع الحلفاء في منطقة البحر الأحمر.
ومن جهته، أورد معهد «كوينسي» الأميركي للدراسات، أن «الحوثيين كانوا ولا يزالون إحدى أفضل القوات المقاتلة في المنطقة، إن لم يكن في العالم»، وأنهم «سادة الحرب غير المتكافئة، كما يتضح من حملتهم على البحر الأحمر»، والتي حقّق هؤلاء فيها «أهدافهم إلى حد كبير بفرض التكاليف على إسرائيل وحلفائها»، و«أظهروا كذلك نفوذهم الإقليمي، وعزّزوا الدعم داخل اليمن وخارجها». وإذ لفت المعهد إلى أن «الحوثيين يمتلكون مصانع يمكنها تصنيع عشرات الطائرات بدون طيار أسبوعياً»، قال إنه «لا يمكن للولايات المتحدة وحلفائها أن يتحملوا إنفاق أعداد كبيرة من الصواريخ التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات ضد طائرات بدون طيار التي قد لا تتجاوز تكلفتها ألف دولار». وأضاف أنه «حتى الآن، لم يستخدم الحوثيون سوى جزء صغير من الطائرات المسلّحة بدون طيار والصواريخ التي يمتلكونها، ولم يستخدموا كذلك طائراتهم وصواريخهم الأكثر تطوراً البعيدة المدى». وأيضاً، ذكر المعهد أن «الحوثيين يمتلكون أعداداً كبيرة من الألغام البحرية، بما في ذلك الألغام النفوذية التي يصعب اكتشافها».