تستمر عمليات المقاومة ضدّ قوات العدو الإسرائيلي على طول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، لإسناد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. واستهدفت بـ«الأسلحة المناسبة» أمس، مواقع حدب يارون والمرج ورويسة القرن في مزارع شبعا المحتلة. كما هاجمت رافعة ‏تحمل تجهيزات ومعدّات تجسّس في مزارع دوفيف ومرابض مدفعية في خربة ماعر وتجمّع جنود في موقع رامية وأماكن انتشار جنود بين ثكنة زرعيت وموقع بركة ريشا.وفيما تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية على البلدات الحدودية، أعلنت «سرايا القدس» أمس استشهاد المقاومَين أحمد علي محمد جبريل (ساحة سوريا) ومحمد فريج الفريج (ساحة لبنان) على «حدود فلسطين المحتلة في جنوب لبنان، ضمن معركة طوفان الأقصى، أثناء أدائهما واجبهما القتالي».

إلى ذلك، وصفت «القناة 14» العبرية الوضع في الشمال بـ«السيّئ للغاية، وهناك استهداف لمواقع خطيرة يُمنع الإعلان عنها». إلّا أنها أكّدت أن القيادة العسكرية الإسرائيلية «ستواصل عملياتها بالشكل الحالي في لبنان»، فهي ترى أن الوقت الحالي هو «وقت التركيز على حرب غزة فقط لا غير»، و«لا يمكن فتح عدّة جبهات في آن واحد».
وفي تحليل لـ«معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي»، قيّم المعهد نشاط حزب الله على أنه «قريب جداً من الحدّ الأعلى تحت عتبة الحرب». ورأى أنه في حال تمّ الرّد على اغتيال العميد الإيراني رضي موسوي، من لبنان - وهو الذي «أدار بنفسه (عملية) توريد الأسلحة المتطورة إلى حزب الله والمُحرّك الأساسي الذي يقود التّراكم المُكثّف للقوة» - فإن ذلك «قد يؤدي إلى حرب مع إسرائيل، في حال تجاوز الرّد عتبة: إطلاق النار على مركز إسرائيل أو إطلاق صواريخ دقيقة».
غوتيريش حذر من تصعيد أوسع بين إسرائيل ولبنان


كذلك، رأت «القناة 14» العبرية أن حزب الله في حال لم يرضَ بالابتعاد عن الحدود بشكل دبلوماسي، فإن «فتح حرب ضدّه في المستقبل البعيد سيكون أمراً منطقياً». وهو خيار يؤيده 66% من الإسرائيليين، وفقاً لاستطلاع أجرته صحيفة «معاريف». أما على المستوى السياسي، فدعا رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، ووزير الحرب الأسبق، أفيغدور ليبرمان، إلى احتلال منطقة جنوب نهر الليطاني. وقال عبر منصة «أكس»: «أي تسوية لليوم التالي للحرب في غزة يجب أن تتضمّن رسالة واضحة لعدم العبث معنا، موجّهة إلى حماس وحزب الله، بأن يدفعا ثمناً باهظاً يتمثل في خسارتهما للأرض». وأضاف: «في اليوم التالي، يجب على جنود الجيش الإسرائيلي أن يتمركزوا على نهر الليطاني ويسيطروا على المنطقة الواقعة بين الليطاني والحدود الإسرائيلية».
ووفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن الفرقة العسكرية 91، المسؤولة عن الحدود اللبنانية، «جاهزة الآن للدخول إلى لبنان» و«مرسوم الأمر العسكري للدخول براً إلى لبنان جاهز». ولفتت الصحيفة إلى أنه يجري الحديث في المستوى السياسي عن «ثلاثة سيناريوات بعد انتقال إسرائيل إلى المرحلة القادمة من القتال في غزة: إما أن تؤدي الوساطة الأميركية – الفرنسية إلى إقناع السكان (الإسرائيليين) بالعودة، وأن يتوقف حزب الله عن إطلاق النار، أو أن إسرائيل ستستمر بإطلاق النار حتى التّوصل إلى اتفاق، أو أن يتصاعد الوضع إلى درجة حرب شاملة». والسيناريو الأسوأ بالنسبة إلى القوات الإسرائيلية في الميدان، وفق الصحيفة، هو «توقف حزب الله عن إطلاق النار. فبالنسبة إلى العالم سيكون بالإمكان العودة في الشمال إلى قواعد اللعبة قبل 6 أكتوبر. لكنّ ثمّة شكّاً كبيراً أن يعود السكان إلى بيوتهم».
على ضوء ذلك، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس، من أن «تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق ينذر بتصعيد أوسع بين إسرائيل ولبنان، ويهدّد استقرار المنطقة».