وفي أعقاب مناشدة رئيس «المجلس الرئاسي»، رشاد العليمي، الولايات المتحدة وبريطانيا، دعم قواته «لاستعادة مؤسسات الدولة» مقابل حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر، عقد نائبه، عيدروس الزبيدي، وهو قائد الفصائل الإماراتية جنوبي اليمن، لقاءات مكثفة على هامش مؤتمر «دافوس» في سويسرا مع قيادات أميركية وبريطانية، إذ اعتبر أنّ «الحلّ يكون بدعم القوى المعارضة للحوثيين لاستعادة صنعاء والحديدة». ووصف، في حديث إلى صحيفة «الغارديان»، خطة السلام في اليمن بـ«المجمدة»، ورأى أنّ اتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار صارا في حكم المنتهيين، وهو ما يؤكد أنّ الإمارات تدفع بالفصائل الموالية لها نحو الانقلاب على خطة السلام التي وافقت الأطراف اليمنية على المضي في تنفيذها، وكان من المزمع توقيع الاتفاق بشأنها الشهر الجاري برعاية الأمم المتحدة.
الزبيدي: «التحالف العربي» لا يريد تكرار سيناريو تدخّله الذي ركّز على الغارات الجوية
وكشف الزبيدي، وهو أيضاً رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي»، عن خطة جديدة تتضمّن تدخلاً برياً في اليمن، مشيراً إلى أن ما وصفه بـ«التحالف العربي» لا يريد تكرار سيناريو تدخّله الذي ركّز على الغارات الجوية، بل سيدعم الفصائل الموالية له على الأرض لتحقيق تقدم. وقلّل من أهمية الغارات الأميركية، ملوّحاً بأن الأطراف اليمنية هي الوحيدة القادرة على مواجهة حركة «أنصار الله»، وإضعاف قدراتها العسكرية. وجاء هذا الحديث عشية تسريبات وسائل إعلام مقربة من حكومة معين عبد الملك، عن مساعٍ إماراتية لإقناع الولايات المتحدة وبريطانيا والغرب بدعم خطة تتضمّن تصعيداً على جبهات أربع محافظات هي: الحديدة والبيضاء وحجّة وصعدة. وسبق للتحالف أن فشل في تحقيق أيّ تقدم في تلك المحافظات الإستراتيجية الواقعة في شمال اليمن ووسطه وغربه في السنوات الماضية.
وكانت عمدت قيادات عليا في «المجلس الرئاسي» إلى إثارة مخاوف الولايات المتحدة من ردّ فعل حركة «أنصار الله» الانتقامية، على خلفية الهجمات التي نفّذتها الأولى بمشاركة بريطانيا، أو تلك التي قادتها منفردة ضد أهداف متعدّدة في مناطق سيطرة صنعاء. وقالت إن تلك العمليات لا تكفي لردع التهديد الذي تتعرّض له حرية الملاحة على طول البحر الأحمر، مشيرة إلى أنّ تحالف «حارس الازدهار» يكرّر الأخطاء نفسها التي وقع فيها التحالف السعودي - الإماراتي، بعد أن مضى وحيداً في مواجهة قوات صنعاء، من دون التنسيق الكامل مع وزارة دفاع حكومة عدن لتبادل المعلومات وتقييم فعالية الضربات الجوية الأميركية على أهداف في مناطق سيطرة «أنصار الله». وبدورها، كشفت مصادر موالية لـ«التحالف» في جنوب اليمن، لـ«الأخبار»، عن قيام الولايات المتحدة بتدريب العشرات من الضباط التابعين للفصائل الإماراتية في قاعدة عسكرية تابعة لها في جيبوتي منذ أسابيع.