تتعاظم موجة السخط في صفوف مستوطني شمال فلسطين المحتلة، عند الحدود مع لبنان، حيث لا يكاد يمرّ يوم من دون أن يسجّلوا مواقف عنيفة ضدّ رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، وحتى الجيش الذي يرونه عاجزاً عن تأمين «مسافة أمان» كافية لعودتهم إلى مستوطناتهم. وفيما يتزايد حضور المسؤولين الأمنيين في المنطقة الشمالية، ومن بينهم رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي الذي زارها أول من أمس، ووزير الأمن الذي حضر أمس لإجراء تقييمات متتالية للوضع الميداني، استعداداً لاحتمال توسّع القتال مع «حزب الله»، يستمرّ هذا الأخير في تصعيد هجماته ضد مواقع العدو والمستوطنات الحدودية. في المقابل، عبّر رئيس مجلس مستوطنة المطلّة الحدودية، عن خيبة أمل كبيرة تجاه نتنياهو، قائلاً: «يفقد المستوطنون البيوت كل يوم، ولا أحد يفعل شيئاً»، فيما أكّد مجلس مستوطنة «مرغليوت» أنه «ليس خائفاً من حزب الله، بل من الحكومة التي لا تقوم بالمهمة بشكل صحيح»، مشيراً إلى أنه «إذا كنا لا نعرف كيفية القيام بشيء ما في هذا الوقت، فإننا لم نفعل أي شيء».وكان غالانت أجرى تقييماً للأوضاع المدنية، وركّز على جاهزية الساحة الشمالية لاحتمال توسّع الحملة العسكرية، وشدّد على «أهمية الاستعداد في منطقة الشمال، بما في ذلك مدينة حيفا، لاحتمال تدهور الوضع الأمني ​​تجاه حزب الله إلى حملة واسعة النطاق». لكنّ غالانت أكّد، في الوقت عينه، أن إسرائيل «تفضّل التوصّل إلى تسوية سياسية تسمح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم بعد تغيّر الوضع الأمني ​​على الحدود»، رغم أنها في الوقت نفسه «تعزّز الاستعداد العملياتي لعودتهم من خلال توسيع الحملة العسكرية». وفي السياق نفسه، قالت وسائل إعلام عبرية إنه من المتوقّع أن يبدأ الجيش الإسرائيلي بإرسال أوامر إلى جنود الاحتياط للالتحاق بوحداتهم في القيادة الشمالية قريباً، كما تمّ ​​تجهيز السلال الغذائية لتوزيعها على سكان الشمال، في حال التصعيد.
بدوره، قال المراسل العسكري في صحيفة «معاريف»، ألون بن دايفيد، إن جيش الاحتلال كان «مقتنعاً بأن لديه معلومات استخباراتية متفوّقة عن حزب الله، ولكن في الأسابيع الأخيرة انكشف حجم البنى التحتية لحزب الله، لتي تم إنشاؤها بالقرب من الحدود، والتي تُسمّى «المحميات الطبيعية»، وهي خنادق قتالية ومواقع دبابات مضادة للدبابات ومخابئ، وعدد كبير من الصواريخ الثقيلة». ورأى بن دافيد أن «سلاح الجو الإسرائيلي يهاجم البنى التحتية المكشوفة، لكننا في الشمال لم نكتشف حتى ذرّة واحدة من البنى التحتية لحزب الله. ولا يمكن تدمير هذه البنى التحتية إلا من خلال العمل البري»، معتبراً أن «أي اتفاق لن يؤدّي إلى قيام حزب الله بإنهاء هذه البنى التحتية من تلقاء نفسه».
في غضون ذلك، واصل حزب الله تنفيذ عملياته ضدّ مواقع وتجمّعات جنود العدو. وأعلن الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية، أمس، استهداف موقع بركة ريشا، وتجمّع لجنود الاحتلال في محيط ثكنة «أدميت». كما استهدف المقاومون مواقع السماقة والمالكية و‏الراهب.