لليوم الثالث على التوالي، أغلق عشرات الإسرائيليين معبر كرم أبو سالم، مانعين دخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة، فيما امتنعت الشرطة الإسرائيلية عن تفريقهم، بالرغم من أن القرار بفتح المعبر قد اتخذه المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت).ومع أن وسائل إعلام عبرية ادعت أن المحتجين الذين يغلقون المعبر، هم ذوو أسرى وجنود إسرائيليين، إلا أن موقع «واينت» كشف، نقلاً عن مسؤول سياسي رفيع، أن «تسامح الشرطة مع إغلاقه هو قرار سياسي أمر به وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بهدف المس بخطوة الكابينيت»، في إشارة إلى قرار اتخذه الأخير قبل أيام فتح المعبر، بعد رسائل أميركية «بدأت تتوارد، ومفادها بأن الإغلاق أمر ينبغي حلّه فوراً ولا يمكن تأجيله». وطبقاً للمسؤول نفسه فإن «معظم المتظاهرين عند «كرم أبو سالم» لا تربطهم صلة بعائلات المختطفين، وهم يحتجون هناك بدوافع وخلفيات سياسية».
ويأتي ذلك بالرغم من المحادثة التي أجراها وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، مع وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، ليل الخميس- الجمعة، وشدد فيها الأول على «أهمية إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة من دون تشويش». وفي وقتٍ سبق المحادثة، وصفت «هيئة البث الرسمية الإسرائيلية» (كان 11) مطالبة مسؤولين في الإدارة الأميركية، نظراءهم الإسرائيليين، بالإبقاء على المعبر مفتوحاً لإدخال المساعدات إلى غزة بأنها «رسالة توبيخ أميركية لإسرائيل».
وطبقاً لما أوردته «كان 11»، فإن معدّل عدد الشاحنات التي كانت تدخل إلى القطاع عبر المعبر في المدة الماضية، يُراوح بين 70 ومئة شاحنة، وبسبب التظاهرات فإن عدد الشاحنات المُدخلة بات قليلاً جداً. ومن المتوقع أن تتوسع الاحتجاجات هناك، بعد دعوات وجهها جنود احتياط سُرحوا أخيراً ومنظمات يمينية إسرائيلية، للاحتشاد من أجل «منع مساعدة العدو في زمن الحرب».