أعلنت حركة «حماس»، مساء أمس، تسليم ردّها على «الاتفاق الإطاري» الذي انبثق عن الاجتماع الذي عُقد في باريس، قبل نحو 10 أيام، للوسيطيْن القطري والمصري. وبحسب بيان للحركة، فقد «تعاملت الحركة مع المقترح بروح إيجابية، بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتامّ، وإنهاء العدوان على شعبنا... وبما يضمن الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى»، مشيرة إلى أن الردّ أتى «بعد إنجاز التشاور القيادي في الحركة، ومع فصائل المقاومة». ومن جهته، أعلن رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تسلّم بلاده ردّ «حماس»، الذي «يتضمّن ملاحظات، لكنه في مجمله، إيجابيّ»، على حدّ تعبيره. واعتبر رئيس الوزراء القطري أن «ردّ حركة حماس يبعث على التفاؤل»، مشيراً إلى أنه لن يخوض في التفاصيل الآن «لحساسيّة المرحلة».ومن القاهرة، افاد مسؤول مصري بأن الرد الذي تسلّمته وزارة المخابرات العامة في القاهرة يعكس الروح الإيجابية لدى الجانب الفلسطيني، وهو سيكون محل نقاش بين الأطراف التي أعدّت «اتفاق الإطار» في باريس، وأن الجميع ينتظر زيارة وزير الخارجية الأميركي لتل أبيب والموقف الإسرائيلي، وأشار المصدر إلى أن إسرائيل كانت أجّلت ردّها على ورقة باريس بانتظار صدور ردّ حماس أولاً.
بلينكن، الذي ينتقل اليوم إلى تل أبيب، كان عقد مؤتمراً صحافياً في الدوحة، بعد اجتماعه مع القيادة القطرية. وأعلن أنه وبلاده، يراجعان ردّ «حماس» على «اتفاق الإطار»، مشيراً إلى أنه سيناقشه مع الحكومة الإسرائيلية. وأشار الوزير الأميركي إلى أنه «سيتعيّن القيام بكثير من العمل، لكن أميركا مستمرّة في الاعتقاد بإمكان التوصّل إلى اتفاق». أما الرئيس الأميركي جو بايدن، فبعد وقت قصير من إعلان «حماس» تسليم ردّها، صرّح بأن هنالك «بعض الحراك» بشأن الصفقة، مشيراً إلى أن «هناك ردّاً من حماس على الاتفاق»، واصفاً الردّ بأنه «مبالغ فيه»، رافضاً الخوض في التفاصيل. وفي وقت لاحق، أعلن «البيت الأبيض»، عن «دراسة ردّ حماس»، مضيفاً أنه «لا يزال هناك كثير من العمل يتعيّن القيام به قبل التوصّل إلى اتفاق»، مشيراً إلى أن «المفاوضات التي قادتها قطر ومصر حسّاسة للغاية، وسنكون حذرين للغاية في دراستنا لردّ حماس».
وفي إسرائيل، أعلن مكتب بنيامين نتنياهو، أن «الوسيط القطري أرسل ردّ حماس إلى جهاز الموساد، وتدرس الجهات المختصّة تفاصيله بشكل معمّق». كما نقلت وسائل الإعلام العبرية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن معنى مطالبة «حماس» بوقف كامل لإطلاق النار، هو «رفض العرض». لذا، فإن «إسرائيل لن توقف الحرب»، على حدّ تعبير المسؤول الإسرائيلي الكبير. كما نقلت وسائل الإعلام، عن مسؤولين إسرائيليين كبار، إشارتهم إلى أن «ردّ حماس وصل إلى إسرائيل، وهو طويل ومفصّل».