رام الله | شيّع الفلسطينيون، أمس، الشهيد محمد خضور من سكان بلدة بدو شمال غرب القدس، والذي استشهد متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال يوم السبت، بعد إطلاق النار على مركبته قرب البلدة. كما شيّع أهالي بتير غرب بيت لحم، جثمان الشهيد رامي راشد البطحة (35 عاماً) الذي كان سقط بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن. وكانت شهدت مدينة القدس، مساء الأحد، ما قالت سلطات العدو إنها عملية طعن أصيب عقبها الفتى محمد أبو سنينة بجروح خطيرة، جراء إطلاق النار عليه قرب باب الأسباط في البلدة القديمة، ومنع طواقم الإسعاف من الوصول إليه. وبحسب شرطة الاحتلال، فإن شاباً حاول طعن عناصر الشرطة قرب حاجز في البلدة القديمة، حيث أطلق هؤلاء النار عليه وأردوه شهيداً، مصيبين أيضاً أحد المارة في ساقه بشظايا الرصاص. كما أعلنت أن شاباً حاول تنفيذ عملية طعن جنود في مفرق حوسان لم تسفر عن إصابات، فيما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بعد تسلّم جثمانه، بأنه أصيب بأكثر من 20 رصاصة في مختلف أنحاء جسده.وعلى خطّ موازٍ، شنت قوات الاحتلال، فجر أمس، حملة اقتحامات واسعة لمدن وبلدات في الضفة، تخلّلتها مواجهات مسلحة أسفرت عن إصابات عديدة في صفوف المواطنين. وأعلن «نادي الأسير» أن جيش العدو اعتقل 35 مواطناً على الأقلّ، معظمهم من محافظة الخليل، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات، نابلس، رام الله، جنين، قلقيلية، والقدس. كما أعلن أن قوات الاحتلال نفذت، أثناء حملات الاعتقال، عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، ترافقت مع اعتداءات بالضرب المبرح، وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إضافة إلى تحقيقات ميدانية مع العشرات من المواطنين، مثلما حدث في بلدة تل في نابلس، إلى جانب تخريب المنازل وتدميرها، وإطلاق النار بشكل مباشر بهدف القتل، ومصادرة الأموال والمركبات.
كذلك، باتت اعتداءات المستوطنين جزءاً من مشهد العدوان اليومي على الضفة، إذ تجلّى آخر فصولها في هدم مستوطنين مسلحين، مساء الأحد، مساكن وتجريفهم منشآت زراعية (بئر مياه، حظائر مواشي، كهف) لعائلة حمامدة في مسافر يطا جنوب الخليل، بعدما كانت أُجبرت هذه العائلة على الرحيل قسراً من هناك قبل شهرين. أيضاً، هاجمت مجموعة من المستوطنين المسلحين الذين يرتدون زي قوات الاحتلال، مساكن المواطنين من عائلة عوض مخامرة، وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، فيما لاحقت مجموعة أخرى رعاة الأغنام في وادي الجوايا في مسافر يطا، ومنعتهم من الوصول إلى المراعي والحقول تحت تهديد السلاح. كما هاجم مستوطنون برفقة أغنامهم تجمع عرب المليحات قرب طريق المعرجات غرب مدينة أريحا.
ارتفعت وتيرة ملاحقة الأجهزة الأمنية الفلسطينية للمقاومين، وتحديداً في شمالي الضفة


وأتت تلك التطورات في وقت كشف فيه تقرير جديد أن عدد المستوطنين في الضفة ارتفع بنسبة 3% تقريباً في العام الماضي، متوقعاً «نمواً متسارعاً» لهذا العدد في السنوات المقبلة. ووفقاً للتقرير الذي نشرته مجموعة داعمة للاستيطان أول من أمس، واستند إلى إحصاء رسمي أصدرته الحكومة الإسرائيلية، فإنّ عدد المستوطنين قفز إلى 517 ألفاً و407 بحلول 31 كانون الأول الفائت، بعد أن كان 502 ألف و991 في عام 2022، موضحاً أن العدد زاد بأكثر من 15% في السنوات الخمس الماضية، وأن المستوطنين تجاوزوا عتبة النصف مليون في عام 2023.
في غضون ذلك، ارتفعت وتيرة ملاحقة الأجهزة الأمنية الفلسطينية للمقاومين، وتحديداً في شمالي الضفة، فضلاً عن تفكيك العبوات الناسفة التي يتمّ تجهيزها وزراعتها. وفي أحدث حلقات هذا المسلسل، شهدت مدينة جنين، مساء الأحد، إطلاق نار مكثفاً على مقر المقاطعة في المدينة، على خلفية اعتقال الأجهزة الأمنية لشابين من المخيم أثناء تواجدهما في بلدة اليامون، والاعتداء عليهما ومصادرة سلاحهما. وتعقيباً على ما جرى، قال الناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية، اللواء طلال دويكات، إن الأجهزة الأمنية في محافظة جنين «تمكنت من القبض على شخصين من المتورّطين في اعتداء على عنصرين من الشرطة في نابلس، وقد تمت مصادرة قطعتي سلاح كانتا بحوزتهما في الاعتداء، وقد جرى الاعتقال بعد متابعة حثيثة قامت بها أجهزة الأمن لحادثة الاعتداء، التي طالت عنصرين من رجال الشرطة الفلسطينية أثناء عملهم الرسمي في محافظة نابلس مساء أمس»، في إشارة إلى قيام مجموعة من الشبان بمهاجمة عناصر أمن قرب نابلس، عقب اختطاف 3 من «كتيبة جنين»، ورفض الأجهزة الأمنية مطالب الإفراج عنهم.
وسبق أن سُجّلت حوادث شبيهة في جنين، دفعت «كتيبة جنين» إلى إصدار بيان في 9 شباط، استنكرت فيه قيام مجموعة من أفراد الأجهزة الأمنية باعتقال عدد من «مجاهدي الكتيبة» ومصادرة سلاحهم، مؤكدة أن «سلاح كتيبة جنين لطالما كان سلاحاً وطنياً موجهاً ضد الاحتلال ومستوطنيه، للدفاع عن أبناء شعبنا في الضفة الغربية». واعتبرت أن «ما قام به هؤلاء العناصر هو سلوك شاذ ومدان ولا يمثل الشرفاء المقاومين من أبناء حركة فتح المعروفة بتاريخها النضالي، وأن هؤلاء العناصر بفعلهم هذا يتساوقون مع الاحتلال ومستوطنيه في العدوان على أبناء شعبنا»، مطالبةً «الشرفاء والعقلاء في الأجهزة الأمنية بمحاسبة هؤلاء، والتراجع الفوري عن مثل هذه السلوكيات غير الوطنية، بالإفراج عن مجاهدينا وسلاحهم».
وكانت «القناة 12» العبرية قد كشفت، في الأسبوع الحالي، أن رئيس «جهاز الأمن القومي» الإسرائيلي، تساحي هنغبي، ورئيس جهاز «الشاباك»، رونين بار، ومنسّق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة، غسان عليان، التقوا سراً في تل أبيب، بأمين سر «اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير» ووزير الشؤون المدنية الفلسطيني، حسين الشيخ، في إطار ما سمّته «الجهود المشتركة» لتهدئة الأوضاع الميدانية في الضفة قبل حلول شهر رمضان.