في الوقت الذي وافقت فيه حكومة العدو، بالإجماع، أمس، على قرار عدم الاعتراف بدولة فلسطينية، والذي كان طرحه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، تتابع قوات الاحتلال حرباً موازية في الضفة، دافعةً بالأوضاع إلى الانفجار الشامل هناك. وفي هذا السياق، شنّ جيش العدو، فجر أمس، حملة اقتحامات ومداهمات في مدن وبلدات عديدة في الضفة، كان أبرزها لمدينة طولكرم ومخيمها شمالي الضفة، حيث اغتال الفلسطينيّيْن نبيل عطا محمد عامر (19 عاماً)، ومحمد أحمد فايز العوفي (36 عاماً)، بحسب وزارة الصحة، ما يرفع حصيلة شهداء الضفة إلى 398 منذ 7 أكتوبر.وفي التفاصيل، اقتحمت طولكرم قوة إسرائيلية خاصة متنكّرة بزي مدني، ثم تبعتها تعزيزات كبيرة من الآليات، من بينها جرافة عسكرية دخلت المدينة من محورها الغربي، مروراً بدوار العليمي (المحاكم) والشوارع المؤدية إلى المخيم، وتحديداً شارع نابلس المفضي إلى مدخله الشمالي. وفرضت قوات الاحتلال إثر ذلك طوقاً محكماً على المخيم، وسط اندلاع مواجهات مع الشبان الذين أطلقوا الأعيرة النارية بكثافة. وعلى جري عادته، منع جيش العدو مركبات الإسعاف من دخول المخيم وأعاق تنقّلها، فيما أعلنت «جمعية الهلال الأحمر» لاحقاً أن طواقمها تعاملت مع 5 إصابات بالرصاص الحي في طولكرم، ونقلتها إلى مستشفى «ثابت ثابت الحكومي».
وفي خلال العملية، أعدمت قوات الاحتلال الشاب العوفي، بعد محاصرة منزله في حارة الشهداء، حيث نشرت قناصتها في محيط المنطقة وعلى أسطح المنازل العالية بعد مداهمتها، في الوقت الذي حلّقت فيه طائرات مروحية في سماء المدينة ومخيمها. ومن جهتها، نعت «كتيبة طولكرم» في «سرايا القدس»، الجناح العسكري لـ«حركة الجهاد الإسلامي»، الشهيدين، واصفة العوفي، الذي احتجز جيش العدو جثمانه بعد استشهاده، بـ«المقاتل العنيد والبطل الهمام الذي سطّر صفحة من صفحات العز والثبات وخاض صولات وجولات في معارك الثبات»، ومؤكدة أن «القتال المستمر والصمود والإصرار على حقنا في فلسطين كل ذلك هو عنوان جهادنا الذي لن يتوقف مهما كانت التضحيات».