مراقبون أوروبيون قلقون من المخاطر المترتّبة على المهمة الجديدة
وكان قد قرّر الاتحاد الأوروبي أن تتمثّل مهمة أسطوله في اعتراض المقذوفات ودرء التهديدات المحتملة في البحر الأحمر، وذلك عبر نظم إنذار مبكر محمولة جواً لحماية سفن الشحن في المنطقة، وأنظمة دفاع جوي. وستكون هذه المهمة منفصلة عن مهمات تحالف «حارس الازدهار» الذي تقوده الولايات المتحدة، وتقول إن عشرين دولة تشارك فيه، والذي شرع في عملياته أواخر العام الماضي. وأثار التحالف المذكور انقسامات داخل التكتل الأوروبي، ففي حين انضمت إليه هولندا واليونان والدنمارك، رفضت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا الالتحاق به، في حين قالت واشنطن إنها لم تتلقَّ أي مساعدة أوروبية في عملياتها سوى من هولندا. ومنذ بداية الأزمة في البحر الأحمر، أبدت دول أوروبية خشيتها من مغبة حدوث تصعيد خطير في المنطقة التي باتت على حافة الهاوية، وهو ما رآه البعض السبب وراء التفاعل الأوروبي الفاتر مع الضربات الأميركية والبريطانية ضد اليمن.
وفي هذا السياق، قالت مديرة «معهد الشؤون الدولية» في إيطاليا، ناتالي توتشي، إن الضربات الأميركية - البريطانية، ورد «أنصار الله» عليها، يزيدان من تعقيدات الموقف الأوروبي، مضيفة أن إرسال سفن حربية ينطوي على احتمالات أكبر للتصعيد. كما عبّر مراقبون أوروبيون عن قلقهم من المخاطر المترتبة على المهمة الأوروبية، في حال تدخّلت القوة لمنع استهداف السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية من قبل البحرية اليمنية، فضلاً عن خوف الأوروبيين من ألا تحقّق المهمة التأثير المرجوّ منها، ما يظهر الاتحاد الأوروبي في موقف ضعيف. وأضافت توتشي: «دعونا نضع الأمور في منظورها الصحيح. السعودية تقصف اليمن بشدة منذ عشر سنوات، فهل نجحت فعلاً في إضعاف قدرات الحوثيين العسكرية؟ الإجابة بالتأكيد لا». وأضافت: «ومن هذا المنطلق، فما الذي يجعلنا نعتقد أن أي نوع من العمليات البحرية - إذا كان دفاعياً وليس هجومياً - من شأنه أن يردع الحوثيين؟». على أن ثمة رأياً يقول إن قرار التكتل تدشين مهمة بحرية، جاء «انطلاقاً من فكرة أنه يتعين عليه القيام بشيء».