يشرع الجيش الإسرائيلي، في الأيام القليلة المقبلة، في تحقيقات تشمل جميع التشكيلات القتالية من القوات، والقيادات، والأذرع. ووفقاً لما أفاد به موقع «واينت»، فإن التحقيقات ستتمحور حول كل الجوانب المتصلة بالحرب، ومن ضمنها المدة التي سبقت هجوم السابع من أكتوبر، على أن تنتهي في أيار، إن لم تطرأ ظروف مستجدة أو تقع أحداث كبرى، من مثل التصعيد في جبهات أخرى. ولفت الموقع إلى أنه بعد اكتمال هذه التحقيقات الداخلية، ستبدأ التحقيقات الخارجية للجنة الفحص العسكرية بقيادة جنرالات متقاعدين، ستُحدَّد هوياتهم في وقت لاحق، فيما القرارات المتعلقة بشأن الفصل أو الإقالة لن تُتخذ قبل أيار. كما سيعرض الجيش النتائج على الجمهور، وسيستخلص، بحسب «واينت»، «العبر اللازمة من أجل إصلاح مكامن الخلل، ومواصلة الإعداد والجاهزية، وإعادة ثقة الجمهور بالجيش».وأتى هذا القرار بعد أسبوعين من لقاء بين رئيس هيئة الأركان العامة للجيش، هرتسي هليفي، ومراقب الدولة، متنياهو أنغلمان، ظلّله التوتر بين مكتب المراقب ووزارة الأمن على خلفية التحقيقات التي كان أعلن أنغلمان الشروع فيها، متعهداً بأن ذلك لن يؤثر على أداء الجيش والقوات التي تشارك في الحرب. وعلى إثر إعلان بدء التحقيقات، شرعت وحدة التنصت الإلكتروني في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (8200)، بحسب موقع «واللا»، في جمع مواد حول تسلسل الأحداث التي سبقت هجوم «طوفان الأقصى». وطبقاً لما قالته مصادر في الجيش للموقع، فإن «جمع المواد يسبق إجراء تحقيقات عبر هيئة الأركان العامة أو غيرها»، وإن «هناك ضباطاً يريدون الاستعداد للإجابة عن أسئلة معيّنة، ولذلك يجمعون المواد. وفي المقابل، يريد الضباط أن يبلوروا السردية التي ستستند إليها الحرب الإعلامية بشأن مستوى المسؤولية بين الشُعب والأذرع والقيادات»، والتي أدت إلى الإخفاق الأمني في السابع من أكتوبر.
بدورها، لفتت صحيفة «هآرتس» إلى أن هليفي قرر إجراء تحقيقات حول الأيام التي سبقت هجوم 7 أكتوبر، وأداء الجيش الإسرائيلي في يوم الهجوم والأيام التي تلته، مضيفةً أن هذه التحقيقات التي ستشمل جميع التشكيلات العسكرية ستكون بإشراف ضباط كبار، وستتمحور حول استعداد القوات للقتال، ووصولها إلى ميدان الحرب وانتشارها، وطريقة خوضها المعارك. وكان رئيس الأركان قد تعرّض لهجوم من «الكابينيت» عندما أعلن، الشهر الماضي، تشكيل لجنة تحقيق خارجية، برئاسة رئيس أركان الجيش الأسبق، شاؤول موفاز. وفي أعقاب عاصفة من الانتقادات الشديدة التي وُجّهت إليه من وزراء «الكابينيت»، قرر تعليق عمل هذه اللجنة، في حين أن قراره بدء تحقيقات داخلية واسعة في الجيش أتى على خلفية إعلان أنغلمان إجراء تحقيقات مماثلة، وكذلك على خلفية التوتر بين المستويين العسكري والسياسي، وفقاً لما ذكرته الصحيفة.
على المقلب الآخر، سيقوم طاقم تابع لهيئة الأركان العامة، ولا يخضع لرئيسها، بتحقيقات حول أحداث جرت منذ بداية الحرب. ومن ضمن تلك الأحداث، قيام دبابة بقصف منزل في «كيبوتس بئيري»، في يوم 7 أكتوبر، على «رغم علم الجيش بتواجد رهائن إسرائيليين داخله احتجزهم مقاتلو حماس»، وذلك تنفيذاً لأمر أصدره الضابط باراك حيرام، ما أسفر عن مقتل 13 إسرائيلياً، واستشهاد المقاومين الذين كانوا داخل المنزل، آنذاك.
ويرأس الطاقم المذكور، يوآف هار إيفن، وهو ضابط في الاحتياط برتبة لواء، سيعمل بالتنسيق مع النائبة العامة العسكرية، ويُقدّم خلاصاته إليها، كما توصياته بشأن ما إن كان يجب على الشرطة العسكرية فتح تحقيق حول أداء الجيش، وخصوصاً بشأن «أحداث أثارت شبهة انتهاك القانون الدولي». ويُذكر أن إيفن هو نجل المدير السابق لوكالة الفضاء الإسرائيلية، آفي هار إيفن، الذي قتل في هبّة أيار 2021، خلال حرق محتجين لفندق «الأفندي» في مدينة عكا.