تحوّلت النرويج، منذ هجوم «طوفان الأقصى»، إلى «الدولة الأكثر عداءً لإسرائيل»، في موازاة «أزمة ديبلوماسية يشهدها الجانبان، هي الأكبر منذ نشوء العلاقات بين تل أبيب وأوسلو». وفي هذا الإطار، قال رئيس الجالية اليهودية في أوسلو، الحاخام يوآف ملكيآور، في مقابلة مع موقع «واينت»، إن «معاداة السامية التي تشهدها أوسلو، لم تعشها المدينة منذ الحرب العالمية الثانية»، واصفاً الوضع الذي تشهده النرويج، في الأشهر الأخيرة، بـ«المقلق للغاية»، لافتاً إلى أن «ثمّة موجة عداء للسامية لم نشهد مثيلاً لها. وقد حذّرنا من ذلك داخل الجالية اليهودية، وتحديداً في الأسابيع الأولى التي تلت هجوم السابع من أكتوبر». وأضاف: «لقد تحدّثنا عن هذه الموجة أكثر من مرّة، في لقاءات كثيرة عقدت حول الموضوع (...) فهذه موجة قاسية حتى مقارنة بما يُحكى عن الموضوع في وسائل الإعلام». وتابع: «يتبدّى ذلك في الخطابات التي يقولها الناس ضدّ إسرائيل، وضدّ الصهاينة، وأيضاً ضدّ اليهود، وهي خطابات وأقوال لم تُسمع في السابق، وما كانت لتمرّ من دون أن تحظى بردّ فعل شديد».كذلك، وصف الموقع سلوك وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارث إيدي، بأنه «صعب للغاية وضدّ إسرائيل»؛ إذ يُعدّ إيدي الوزير الغربي الوحيد الذي شارك في اجتماع اللجنة الدولية الذي انعقد في القاهرة بعد أسبوعين من اندلاع الحرب، و«أدان إسرائيل، ولم يدعُ إلى إطلاق سراح المختطفين». وقارن الوزير نفسه، في ثلاث مناسبات، إسرائيل بروسيا، قائلاً إن «أوروبا تفتقر إلى المصداقية عندما لا تدين إسرائيل التي ترتكب الأفعال الروسية نفسها التي تحظى بإدانة غربية». أيضاً، رفض الوزير النرويجي تعزية إسرائيل بعد هجوم السابع من أكتوبر، فيما عبّرت بلاده عن دعمها للدعوى التي قدّمتها جنوب أفريقيا ضدّ كيان الاحتلال أمام «محكمة العدل الدولية»، رافضةً تصنيف حركة «حماس» كـ«منظمة إرهابية». وفي هذا الإطار، أشار ملكيآور إلى طلب وزارة الخارجية النرويجية من الملك الذي كان ينوي إصدار رسالة تعزية، عدم إصدارها.
«معاداة السامية التي تشهدها أوسلو، لم تعشها المدينة منذ الحرب العالمية الثانية»


وتطرّق الحاخام إلى وضع الجالية اليهودية في أوسلو، قائلاً: «هناك حوادث معيّنة حصلت فيها هجمات عدائية ضدّ اليهود، سواء في بيوتهم أو في الشوارع. والمهاجِمون أنفسهم يدّعون أنهم ليسوا ضدّ اليهود، لأن هناك أساساً يهوداً ضدّ إسرائيل؛ وهذه طريقة تدعي عبرها الحركة المعادية لإسرائيل أنها ليست معادية للسامية». لكنه وصف الهجمات بأنها «معادية للسامية»، لافتاً إلى أن «نقاط المقارنة التي ننطلق منها تُشير إلى أن هناك مبالغة يمنحها الأشخاص المعادون لإسرائيل لأنفسهم، ويظهر هذا في مستوى الكراهية الذي يطلقونه في خطاباتهم... ولذا نحن نعتبر خطاباتهم معادية للسامية». ورغم ذلك، اعتبر أنه، في الوقت الحالي، «لا خطر على يهود النرويج، ولا يوجد خطر على تنقّلهم في الشوارع النرويجية».
أمّا بالنسبة إلى رفض تصنيف النرويج لـ«حماس» على أنها «منظمة إرهابية»، فرأى الحاخام أن «الحكومة النرويجية تدّعي أنها تريد البقاء منفتحة على الجميع. هي ورئيسها اعتبرا أن حماس منظمة إرهابية، ولكنهما لم يدرجاها في قائمة المنظمات الإرهابية». وقال ملكيآور إن «حوالى 2000 يهودي يعيشون في النرويج اليوم»، ويفكّر بعضهم الآن في مغادرة البلاد، فيما «آخرون يقولون بوضوح إنهم محتارون ما إذا كانوا يريدون البقاء في هذا البلد». ومع ذلك، رأى أنه «يجب على المرء أن يهاجر إلى إسرائيل لأسباب أخرى؛ أعتقد أن سبب الهجرة إلى إسرائيل لا ينبغي أن يكون بسبب معاداة السامية، بل بسبب الصهيونية والارتباط بشعب إسرائيل والرغبة في العيش في إسرائيل، وأرض إسرائيل، وهذا ما نعمل عليه».
أيضاً، تطرّق حاخام الجالية اليهودية في أوسلو إلى هجرة المسلمين إلى النرويج، قائلاً إن «التغيير الديموغرافي له تأثير حقيقي. في هذه الحالة تحديداً، هناك كراهية أكبر بكثير لدولة إسرائيل. كما توجد إلى حد كبير معاداة للسامية بين السكان المسلمين. ومن المهم أن نقول إنّنا نجري أيضاً حواراً مع المسلمين الذين يريدون بناء مستقبل مختلف للمسلمين وكذلك لليهود في أوروبا».