القاهرة | فشلت المباحثات التي ضمّت الوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين، خلال اليومين الماضيين، في القاهرة، حتى الآن، في التوصل إلى اختراق جدي في شأن الصفقة المقترحة لوقف إطلاق النار. ورغم ما أوردته قناة «القاهرة الإخبارية»، القريبة من المخابرات المصرية، عن وجود «تقدّم ملحوظ»، إلا أن مصادر «الأخبار» تشير إلى أن الصورة قاتمة، وإن تفادت مصر «نعي» المفاوضات، وسط استمرار «انعقاد اللقاءات سواء بشكل حضوري أو افتراضي ويومياً»، من أجل محاولة حلحلة التباينات بين شروط المقاومة الفلسطينية ومطالب الاحتلال الإسرائيلي.وتأمل مصر أن يؤدي «استمرار المباحثات إلى إحداث انفراجة في أي لحظة»، فيما لا تزال تراهن على متغيّرات في الداخل الأميركي والإسرائيلي تدفع في هذا الاتجاه، وسط تأكيدها أن «أي عملية لتبادل الأسرى لا يمكن أن تتم إلا بعد وقف لإطلاق النار وبشكل فوري». وفي هذا السياق، يواصل مسؤولو المخابرات المصريون تحركاتهم على المستويات كافة، حيث اجتمع مدير المخابرات، اللواء عباس كامل، مع وفد حركة «حماس» الذي لا يزال متواجداً في مصر، فيما تواصلت الاتصالات بين واشنطن والقاهرة، التي أكّد مسؤولوها لنظرائهم الأميركيين أن طلب الضغط على المقاومة كي تستجيب بشكل فوري لوقف إطلاق النار وفق الشروط الإسرائيلية «لا يمكن قبوله من مصر وقطر تحت أي ظرف، حتى في حال استمرار القتال في رمضان وانهيار جهود التهدئة»، ولا سيما «في ظل استنفاد المقاومة كل ما يمكن أن تقدّمه من تنازلات»، وفق ما تدّعي مصادر مطّلعة على سير المحادثات. وإذ حذّر المسؤولون المصريون من «استمرار إسرائيل في تعنّتها»، فهم طالبوا الولايات المتحدة بـ«إلزام حليفتهم بتحمّل مسؤوليتها عن الوضع الإنساني السيّئ في الشمال، وضرورة فتح المعابر الإسرائيلية لإيصال المساعدات في أقرب وقت».
في المقابل، نقل الوفد الأميركي، إلى المصريين، تأكيداته «مطالبة الجانب الإسرائيلي بجدول زمني لإيقاف الحرب وتحقيق أهدافها»، فيما عاد القادة العسكريون الإسرائيليون إلى الحديث عن ضرورة اقتحام رفح من أجل إنهاء الحرب بعد ذلك بأسابيع. لكنّ «الحديث عن جدول زمني لإنهاء الحرب من وجهة نظر إسرائيلية أمر يجعل المفاوضات بلا جدوى»، خاصة أن «ما تريده تل أبيب يتطلب شهوراً وليس أياماً أو حتى أسابيع، فضلاً عن عدم إمكانية استمرار الوضع بالشكل الحالي إنسانياً»، وفق ما أبلغه الوسطاء للأميركيين. وعلى خط مواز، حذرت مصر، دولة الاحتلال، في الاتصالات المغلقة، من أن تصعيد الوضع في غزة خلال الساعات المقبلة «لن يكون في صالح أحد، وأن الصفقة المطروحة هي أفضل الصيغ، في حال رغبت إسرائيل في دخول الهدنة حيز التنفيذ بالفعل». إلا أن ما لمسه المصريون عكس «عدم اكتراث إسرائيلي بالأمر»، وسط اتصالات استمرت حتى ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، أملاً في ارسال وفد إسرائيلي إلى القاهرة. كما اقترحت مصر تحسين شروط الصفقة بشكل تدريجي خلال فترة سريان الهدنة، وهو الأمر الذي رفضته الحكومة الإسرائيلية أيضاً.
وفي سياق متصل، تعهد الوسطاء بضمان سلامة الأسرى الأحياء وإيصال الأدوية والمساعدات الإغاثية إليهم، حال دخول الهدنة حيز التنفيذ، في وقت لم تشهد فيه الاجتماعات التنسيقية الأمنية بين مصر ودولة الاحتلال حول وضع الشريط الحدودي، أي إبلاغ إسرائيلي عن «تنسيقات» مطلوبة لتحركات غير عادية خلال اليومين المقبلين.