غزة | شهدت محاور القتال، في خلال يوم أول من أمس، هدوءاً ميدانياً لافتاً، إذ لم تبلّغ الأجهزة الإعلامية لفصائل المقاومة عن عمليات التحام مباشر، ومردّ ذلك انسحاب قوات العدوّ من مساحات واسعة من أعماق مدينة خانيونس، وإعادة تموضعها في الأطراف الشرقية والغربية للمدينة. وإلى أنّ تثبتت المقاومة من نقاط الانتشار الجديدة للعدوّ، بدأت، أمس، في زيادة الضغط، حيث لاحق المقاومون آليات العدوّ وجنوده في نقاط التمركز الجديدة، وتمكّنوا من استهداف عدد من الآليات، وقنص عدد آخر من الجنود، فضلاً عن تكثيف استخدام مفارز «الهاون» في دك حشود وتجمعات العدوّ.وفي محور القتال في مدينة غزة، أعلنت «سرايا القدس» أن مقاوميها تمكّنوا من استهداف ناقلة جند من نوع «نمر»، بقذيفة مضادة للدروع من نوع «تاندوم»، في شارع 10 جنوب حي الزيتون. وفي محور القتال ذاته، أعلنت «كتائب شهداء الأقصى» أنها استهدفت آلية بقذيفة «آر بي جي». كذلك، نفذت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة، عدداً من الاستحكامات المدفعية بقذائف «الهاون» النظامية الثقيلة. وأبلغت «سرايا القدس» و«كتائب المجاهدين»، بدورهما، عن تنفيذ عمليات من هذا النسق، إحداها قالت «السرايا» إنها استهدفت مقر قيادة وسيطرة لجنود العدو، حيث حقّقت إصابات مباشرة. وبيّن مقطع مصوّر نشره الإعلام الحربي التابع لـ«السرايا»، مقاومي «وحدة الرصد» وهم يصوّرون أكثر من 10 جنود في المنطقة المستهدفة، قبل أن يبدأ المقاومون في إطلاق عشرات قذائف «الهاون» تجاهها. وبدا واضحاً، أن مقاومي «السرايا» يدرسون إحداثيات وجود الجنود، ويوجّهون رماياتهم بدقة. وفي شرق جباليا، أعلنت «كتائب المجاهدين» تمكنها من تدمير آلية بقذيفة سعير محلية الصنع شرق جباليا، ووزعت أيضاً مشاهد تظهر أن الآلية المستهدفة هي دبابة «ميركافا» من الجيل الرابع، وقد أصابتها القذيفة بدقة.
أما في خانيونس، التي انسحبت الدبابات الإسرائيلية من مساحات واسعة من مناطق غربها ووسطها، فقد لاحقت المقاومة نقاط التمركز الجديدة، بوابل كبير من قذائف «الهاون». وتمثلت إحدى العمليات النوعية هناك بتنفيذ «سرايا القدس» عملية استحكام مدفعي متزامنة، طاولت كل مناطق تمركز العدوّ في محيط المدينة في وقت متزامن. أما «كتائب شهداء الأقصى»، الذراع العسكرية لحركة «فتح»، فقد أعلنت عن تمكن مقاوميها من قنص جنديين اثنين كانا يتمركزان في أحد المنازل في المدينة.
في المقابل، كثّف جيش العدوّ من عمليات استهداف المنازل الآمنة، فيما بدا لافتاً أن قصف المنازل والسيارات المدنية في جنوب وشمال وادي غزة، أخذ الطابع الانتقامي، إذ طاول عائلات بعض الشخصيات الحزبية في فصائل المقاومة، والتي لا تشغل منصباً قيادياً سياسياً أو عسكرياً.