غزة | في الوقت الذي تأزّمت فيه مفاوضات وقف إطلاق النار في القاهرة، ضاعفت المقاومة من الضغط الميداني على العدو، على نحوٍ مدروس، إذ أبلغت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة، نهار أمس، عن العشرات من المهمات القتالية الدسمة، وأهمها كمين أعلنت عن تنفيذه «كتائب القسام» في مدينة حمد، شمال غرب مدينة خانيونس، ما أوقع 20 جندياً بين قتيل وجريح. وفي التفاصيل، نصب مقاومو «القسام» عدداً من العبوات الناسفة المضادة للأفراد، في داخل شقة سكنية، ما تسبّب بالقضاء على جميع من كانوا فيها. وفي خانيونس أيضاً، أعلنت «سرايا القدس» أنها فجّرت منزلاً مفخّخاً كانت تتحصن فيه قوة إسرائيلية خاصة في مدينة حمد، وأوقعت جنودها بين قتيل وجريح، فضلاً عن تمكن مقاوميها من استهداف ثلاث آليات بقذائف «التاندوم» و«الآر بي جي» في المدينة نفسها.أما في حي الزيتون، فقد أعلنت «سرايا القدس» أن مقاوميها نفّذوا كميناً هندسياً برتل من الآليات المتوغلة جنوب شرق الحي، ما تسبّب بتفجّر وإعطاب عددٍ منها، كما قصفوا تجمعات وتحشدات جنود العدو بوابل من قذائف «الهاون». وبيّن مقطع مصوّر نشره الإعلام الحربي التابع لـ«السرايا»، مقاومي الأخيرة وهم يستهدفون ثلاثة دبابات بقذائف «الآر بي جي» و«التاندوم»، وينصبون عبوات أرضية وجانبية، في حي الزيتون. كما أظهر المقطع قطعاً وأشلاءً لجنود قضوا عقب تفجير الكمين الهندسي في العشرات من الآليات.
وفي شمال وادي غزة، حيث أعادت الدبابات الإسرائيلية تموضعها في شارع النعايمة على أطراف بلدة بيت حانون أقصى شمال القطاع، شرعت المدفعية، مساء أمس، في دكّ الأطراف الشرقية لمخيم جباليا، بالعشرات من القذائف.
وفي الوقت الذي قدّرت فيه أوساط إعلامية عبرية أن العملية البرية تجاه مدينة رفح، أضحت مسألة وقت، أفاد مصدر قيادي في «القسام»، بأن حركة «أنصار الله» اليمنية أبلغتهم بأن التصعيد في البحر الأحمر سيتواصل، وذلك بسبب نية الاحتلال اجتياح مدينة رفح، وبسبب سياسة التجويع. وأضاف المصدر، في تصريح نقلته قناة «الجزيرة» القطرية، أن «أنصار الله أرسلت لنا رسالة لطلب رأينا بشأن وساطات لإطلاق طاقم سفينة محتجزة لديها، وأن الجماعة أكّدت أن أي قرار يخص السفينة وطاقمها يرجع إلى القسام حصراً»، مؤكداً أن «التواصل والتنسيق بين القسام وجبهات القتال في لبنان واليمن والعراق مستمر (...) جميع الجبهات قرّرت عدم وقف القتال حتى يتوقف العدوان على غزة».
تلك التصريحات، وجد فيها مصدر في المقاومة تحدّثت معه «الأخبار»، «خطوة متقدّمة على صعيد زيادة تأزيم الموقف، وتعظيم تكلفة مواصلة الحرب على كل الأطراف في المنطقة». ويتابع المصدر أن «الإشارة إلى أن الأميركيين بذلوا جهوداً للتوصل إلى تهدئة في كل جبهة على حدة، وأن محور المقاومة رفض القبول بأي تهدئة ما لم تتوقف الحرب على غزة، من شأن ذلك أن يحوّل مطلب وقف الحرب على القطاع، من مجرد مسألة إسرائيلية، إلى مطلب دولي، يتصل بكل الأطراف المتضررة. وأعني هنا، التي تأثرت بالتوتر في مضيق باب المندب».