تبدو التقديرات الأمنية الإسرائيلية بانفجار الأوضاع في شهر رمضان، أكثر معقوليةً نظراً إلى ديمومة المقاومة والاشتباك
وجاءت هذه العملية بعد ليلة اقتحامات وتفتيش في عدد من مدن الضفة الغربية وبلداتها، تخلّلتها عدة مواجهات مسلحة، وحوادث مقاومة من بينها إطلاق النار على النقطة العسكرية الإسرائيلية المقامة على جبل جرزيم في نابلس. وعلى إثر ذلك، انتشرت قوات الاحتلال بشكل مكثّف في المنطقة، واقتحمت عدداً من البلدات جنوبي محافظة نابلس، كما داهمت عدة منازل وفتّشتها. أيضاً، اقتحم جيش العدو بلدة عزون شرق مدينة قلقيلية، وداهم عدداً من المنازل في البلدة وعبث بمحتوياتها، واعتدى بالضرب المبرح على الشاب محمد زكي بدران في منزله، لينقل الأخير إلى «مستشفى درويش نزال». كما اندلعت مواجهات عنيفة في عزون، حيث استهدف المقاومون قوات الاحتلال المقتحمة بعبوات متفجرة محلية الصنع، توازياً مع إطلاق النار تجاهها في منطقة المرج في مدينة قلقيلية، وفي مناطق متفرقة جنوبي المدينة. وبالتزامن، اقتحمت قوات الاحتلال مدن رام الله وأريحا وبيت لحم والخليل، وداهمت عدداً من قراها وبلداتها التي شهدت مواجهات.
أما مدينة القدس، التي تتجه الأنظار إليها في الجمعة الأخيرة قبل حلول شهر رمضان، فقد حوّلتها قوات الاحتلال إلى ثكنة عسكرية، بفرض قيود وإجراءات مشدّدة عند بوابات المسجد الأقصى، وفي البلدة القديمة، ونصب حواجز عسكرية، وسط انتشار مكثف لعناصر الجيش والشرطة والمخابرات في شوارعها وأزقّتها. وبيّنت مقاطع مصورة اعتداء قوات الاحتلال على الوافدين إلى المسجد بالضرب والتنكيل، عند باب الأسباط، ومنعهم من الدخول لأداء الصلاة، واعتقال اثنين منهم واقتيادهما إلى مركز القشلة في البلدة القديمة، فيما أدّت مجموعة من الشبان صلاة الجمعة، في حي رأس العمود المجاور للبلدة القديمة، بعد منعها من الوصول إلى الأقصى.
وإزاء ذلك، تبدو التقديرات الأمنية الإسرائيلية بانفجار الأوضاع في شهر رمضان في الضفة، أكثر معقولية، نظراً إلى ديمومة حالة المقاومة والاشتباك، واستمرار العمليات الفدائية غير المتوقعة التي تضرب إسرائيل في كل مرة في مقتل. وإلى جانب «كمين حومش»، سجّل الأسبوع الأول من آذار نحو 100 عمل مقاوم في الضفة والقدس، أسفرت عن إصابة 3 مستوطنين، واستشهاد 7 فلسطينيّين. أما شهر شباط المنصرم، فقد شهد مقتل 5 وإصابة 17 جندياً ومستوطناً إسرائيلياً بجروح مختلفة في عمليات متفرقة للمقاومة في الضفة، بلغ مجموعها 402، من بينها 30 في جنين، و17 في نابلس، فيما أسفرت المواجهات المسلحة عن استشهاد 36 فلسطينياً برصاص الاحتلال ومستوطنيه.
وكان من أبرز عمليات المقاومة في الشهر الماضي، عملية الشهيد فادي جمجوم من مخيم شعفاط، والتي نفّذها في 16 شباط في محطة للحافلات، شمال مدينة «كريات ملاخي» في «غلاف غزة»، وأسفرت عن مقتل إسرائيليَّين اثنين وإصابة 4 بجروح بين متوسطة وخطيرة. وتُضاف إليها عملية إطلاق النار التي نفّذها 3 مقاومين في 22 شباط، قرب حاجز الزعيم في القدس المحتلة، والتي أسفرت، بدورها، عن مقتل جندي وجرح 7 مستوطنين آخرين واستشهاد اثنين من المنفذين؛ هم محمد زواهرة وأحمد الوحش، واعتقال المنفذ الثالث، كاظم زواهرة، بعد إصابته برصاص الاحتلال. وفي 29 شباط، نفذ الأسير المحرر وأحد ضباط الشرطة الفلسطينية، محمد يوسف ذياب مناصرة، من مخيم قلنديا شمالي القدس المحتلة، عملية إطلاق نار في محطة وقود قرب مستوطنة «عيلي»، جنوبي نابلس، أسفرت عن مقتل إسرائيليَّين اثنين، واستشهاده.