ستعي بعدما تفرغ ممّا أكلت من مغلّف المساعدات الأميركية، لماذا هُزِم الجيش الأميركي في حروبه كلّها
مشكلة هذه الطريقة، تتجاوز ما تنتجه من شكل مهين، إلى إثارة الخلافات والإشكاليات العائلية، حيث يعتبر الجميع - والجميع محقّ -، بأن كل ما يلقى من السماء هو حقٌّ له، في ظل تكاثر الأولاد الجائعين، وشحّ البضائع في الأسواق.
خلال الأيام الماضية، اندلعت العشرات من الإشكاليات: شبّان اعتدوا على آخرين بالسلاح الأبيض، واقتتل آخرون بالأيادي والحجارة. وبناءً عليه، نشطت الجاهات العائلية لإصلاح ذات البين، ولتطويق الصدامات ومنعها من التوسع. وفي السياق، يقول مصدر في «لجنة الطوارئ» في مخيم جباليا، إنه «منذ أن بدأت الطائرات العربية والأميركية بإلقاء المساعدات من الجو، تزايدت الإشكاليات العائلية على نحو كبير». وأضاف الرجل، في حديثه إلى «الأخبار»: «سجّلنا إصابة أكثر من 200 نازح في المنطقة التي نسكنها في محافظة شمال غزة، نتيجة الاقتتال بالأيدي، أو بالسلاح الأبيض (..) الكل يريد أن يحصل على القليل، وما يلقى أقل من أعداد المئات الذين ينتظرون، الجميع جائع، هذه الطريقة خبيثة، ويراد منها الوصول إلى هذه المرحلة الخطيرة من الاقتتال الأهلي».
أما الجزء الطريف في المشهد، فيتصل بنوعية ما يلقى من الجو: مثلاً، تلقي الطائرات الأميركية ظروفاً تحتوي على عدة أصناف من الأغذية، مرفقة بعدد أكبر من مادة النايلون المغلفة بها. واحد من تلك الأكياس، لا يقتنع من يظفر بواحدٍ منها بأنه يمكن أن يشبع طفلاً من أطفاله، فيعرضه للبيع في السوق. ساقني الفضول إلى معرفة سبب الكره الشديد لها، فاشتريت واحداً منها، ووجدت أنه يحتوي على قليل من اللحم المصنع، و100 غرام من المعكرونة عديمة الطعم، والقليل من المربى، والقليل من البسكويت. ستقضي وقتاً طويلاً وأنت تحاول فتح مغلف بعد آخر، ستذوق ما أرسله الأميركيون، وما تشير الكتابات إلى أنه مخصص لأكل الجنود. هكذا، ستعي بعدما تفرغ ممّا أكلت، لماذا هُزم الجيش الأميركي في حروبه كلها.