غزة | لليوم الرابع على التوالي، تتواصل العملية العسكرية في مستشفى «الشفاء»، حيث يضرب جيش العدو حصاراً خانقاً على المجمع، ويجري عمليات تحقيق ميداني، وإعدامات طاولت نحو 200 نازح، إلى جانب إجراءات الترحيل التي يجبر النساء والأطفال فيها على سلوك طريق الرشيد للوصول إلى المنطقة الوسطى. في خارج المجمع، تفرض الوسائط المدفعية والبحرية رفقة الطائرات الحربية، طوقاً نارياً واسعاً، وسط عمليات تدمير واسعة لعشرات المباني والأبراج السكنية، فيما أكدت آخر المعلومات التي قدّمها شهود عيان، في حديثهم إلى «الأخبار»، أنه ومنذ ليلة أول أمس الخميس، بدأ جيش العدو بحرق المئات من الشقق السكنية بسكانها، مع منعه سيارات الدفاع المدني من الوصول إلى المكان. ووسط ذلك كله، يتواصل التباهي الإسرائيلي بنجاح عملية الإطباق على «الشفاء»، إذ لم يتبقَّ قائد أو ناطق إلا وزار المستشفى، فضلاً عن زيارة وزير جيش العدو يوآف غالانت.الأزمة الميدانية في محور العمل في المستشفى الذي يقع غرب مدينة غزة، لا تتصل بالكثافة النارية المهولة المتواصلة منذ بداية العملية، إذ استطاع المقاومون التأقلم معها في كل محاور القتال، إنما تكمن في أن جنود الاحتلال ذابوا في أوساط النازحين؛ وبالتالي، تحمل أي عملية استهداف مكثفة لهم بالوسائط النارية غير النقطية الدقيقة، فرصة لإيقاع خسائر بشرية في صفوف الأهالي المحاصرين. لذا، غلب على العمل الميداني، أمس، طابع الدقة الشديدة، والترشيد في استخدام الذخيرة، حيث أعلنت «كتائب القسام» أنها تمكنت من قنص أحد قناصي العدو الذي كان يتمركز في بناية قريبة من «الشفاء»، بطلق ناري من عيار 12.7 مضاد للتحصينات. كذلك، أعلنت «سرايا القدس» أن مقاتليها تمكنوا من الاشتباك مع قوة إسرائيلية في محيط مطعم ريف المدينة غربي مدينة غزة، كانت تتحصن في إحدى الشقق السكنية، مشيرة إلى أن المقاتلين شاهدوا قوات العدو وهي تقوم بإخلاء جثث الجنود من مكان العملية. وأعلنت «السرايا» أيضاً، أن مقاوميها اشتبكوا مع قوة راجلة غربي المدينة، وحققوا فيها إصابات مباشرة.
كذلك، وزّع الإعلام الحربي التابع لـ«سرايا القدس»، مقطعاً مصوّراً ظهر فيه مقاتلوها وهم يرابطون في الأنفاق والعقد القتالية، ويوجهون تحية إلى المقاومين في مخيم جنين. ومساء أمس، أعلنت «السرايا» أنها قصفت بالاشتراك مع «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى» التابعة لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، مستوطنة «بئيري» برشقة صاروخية، فيما أعلنت «ألوية الناصر صلاح الدين» قصف تجمع لجنود العدو شرق المحافظة الوسطى، برشقة صاروخية. كما أعلنت «القسام» استهداف 3 دبابات صهيونية وناقلة جند بقذائف «الياسين 105» في محيط «الشفاء»، ودكّ القوات المتوغلة هناك بقذائف «الهاون».
أما في مدينة خانيونس، التي عادت قوات العدو إلى التوغل في الجهة الغربية منها مجدداً، فأعلنت «القسام» أنها تمكنت من تدمير دبابتي «ميركافا» في منطقة السطر الغربي شمال غرب المدينة، فيما أعلنت «السرايا» أن مقاوميها الذين عادوا من مناطق الاشتباك في شرق خانيونس اشتبكوا مع قوة إسرائيلية بالأسلحة الرشاشة من مسافة صفر، وفجرّوا فوهة نفق بقوة إسرائيلية حاولت الدخول في نفق في منطقة القرارة شمال المدينة، مؤكدين وقوع أفراد القوة قتلى وجرحى.
وبشأن العملية البرية في رفح، تصاعدت، أمس، حدة التصريحات الإسرائيلية التي تنادي بضرورة شن عملية كبرى في المدينة التي تؤوي أكثر من مليون نازح، حيث قال وزير الشؤون الإستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية وعضو مجلس الحرب، رون ديرمر، إن الجيش سيدخل المدينة وسيسيطر عليها حتى لو أدى ذلك إلى شرخ عميق مع الولايات المتحدة، مضيفاً: «سندخل إلى رفح حتى لو اضطرت إسرائيل إلى أن تقاتل وحدها».