زحلة ــ نقولا أبو رجيلينفذ طلاب كلية الحقوق والعلوم السياسية ـــــ الفرع الرابع، اعتصاماً، أمس، أمام مبنى الجامعة في كسارة، احتجاجاً على عدم تلبية مطالبهم «القديمة ـــــ الجديدة»، كما وصفها الطلاب. وانطلق الاعتصام بعد الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح ضحايا الطائرة الإثيوبية المنكوبة، وتعزية ذويهم، فتلا رئيس مجلس الطلاب في الفرع عباس الموسوي بياناً أمام الهيئة العمومية التي انعقدت في قاعة المحاضرات، طالب فيه بإنشاء بناء جامعي موحّد بدل توزيع كليات الجامعة على مبان مستأجرة، مذكّراً «المعنيين بضرورة العمل على إنجاز هذا المشروع وإخراجه من الأدراج»، وإقامة جسر للمشاة فوق أوتوستراد شتورا ـــــ زحلة الدولي، لتفادي تكرار حصول حوادث سير.
ذهب ضحية تلك الحوادث عدد لا يُستهان به من الطلاب بين قتيل وجريح، «ذنبهم الوحيد أنهم أرادوا أن يتعلموا». ونادى الموسوي باسم الطلاب بإعادة تشغيل النقل المشترك ليتمكن الطلاب من استخدامه كوسيلة نقل تؤمن وصولهم إلى مباني الجامعات في البقاع، ولا سيما هؤلاء الذين يضطرون الى الانتقال من مناطق نائية في شمال البقاع وجنوبه، وبإنشاء فروع لشهادات الدبلوم والدكتوراه في جميع المناطق، وعدم حصرها في بيروت، وبإلغاء نظام العلامة اللاغية.
رغم كثرة المطالب في المنطقة المحرومة، قلّل الطالب محمد عبيد من أهمية هذا التحرّك، نظراً إلى «تجاهل المعنيين داخل إدارة الكليّة لمطالبهم المزمنة»، محمّلاً إدارت الدولة مسؤولية السلامة العامة على الطرقات. ورأى أن آذانهم صمّاء لا تسمع أصوات الطلاب، والمطالب ليست عادية هذه المرة، فثمة طلاب صاروا ضحية، إذ سقطوا على تلك الطرقات. إضافة إلى ما جاء في البيان، طالب عبيد بتحسين وضع الحمامات المزري في جميع أقسام المبنى، وصيانة الإنارة داخل قاعات التدريس.
لكن يبقى هاجس عبور الأوتوستراد للوصول إلى المبنى هو الأساس، ويبقى «حاضراً في أذهان جميع الطلاب»، كما تقول طالبة السنة الأولى في كلية الحقوق، رباب شكر، التي تابعت «يبدو أن أرواح الناس ليست من أولويات المسؤولين في الدولة». الطالبة في السنة الثانية آية الموسوي شكت من ضيق مساحة الكافيتريا، بحيث يضطر معظم الطلاب إلى تمضية ساعات الفراغ خارج المبنى هرباً من الاكتظاظ ودخان السجائر، فيما طالبت فاطمة شكر بضبط ساعات التدريس وحصرها «إما في فترة قبل الظهر أو بعده، أسوة بباقي الكليات في بيروت، كي لا يضطر الطالب إلى قضاء يومه في مبنى الجامعة من الساعة التاسعة صباحاً حتى الرابعة من بعد الظهر. وتمنّت فاطمة إعادة النظر في علامة الأعمال التطبيقية، لافتة إلى أنها لا تتوقع أن تنال علامة عالية في تلك المادة، رغم أنها «أنجزت بحثاً تطبيقياً بلغ عدد صفحاته 60 صفحة».
ولفت بعض الحاضرين وقوف طالبين في إحدى الزوايا، بعد تلاوة البيان في قاعة المحاضرات. همس أحدهم لزميله قائلاً «الهيئة هالاعتصام فولكلوري، لم نسمع أية مداخله داخل القاعة، يبدو أن الغاية من هذا التحرّك هي انتخابية بامتياز». لم يبدو مقتنعاً. ومن على شرفة الطبقة الثانية، صرخ أحد الطلاب بصوت مرتفع «الحمامات يا شباب الحمامات، صرنا نقرف نفوت عليها، خاتما بالقول «الهيئة لا حياة لمن تنادي». هكذا، ضاعت أصوات طلاب البقاع المحرومين، بين الانتخابات والحمامات!