نبيل المقدمفي ليلة احتدم فيها النقاش بين مجموعة من الأصدقاء الشباب المنتمين إلى مختلف الطوائف والأحزاب اللبنانية، انتفضت الطالبة دوريس الخازن (18 عاماً) على واقعها، ودعت أصدقاءها إلى قراءة ما يجري في البلد بهدوء، بعيداً عن روح التشنج والانفعال. أعجبت الفكرة الجميع، «وبدأنا فعلاً بالتفكير بكيفية نقل هذا الكلام إلى حيّز التطبيق العملي»، يقول إيلي معربس (22 عاماً). ولأن الإعلام هو الوسيلة الأكثر فعالية والأسرع للتغيير، ولدت فكرة الموقع، بعد اجتماعات عدة بين مجموعة تضم 25 شاباً. «أردنا موقعاً إخبارياً يكون علامة فارقة في الحياة الإعلامية اللبنانية، وبداية لعمل متكامل يشبه روحنا الشبابية المتحمسة والمتحفرة لإخراج كل هذه «البكتيريا» الطائفية والمذهبية التي ابتلعها الجسم اللبناني على مدى عقود من الزمن»، كما يقول معربس.
أطلق الشباب اسم «الثورة» على موقعهم، «لأننا فعلاً قررنا الثورة والانتفاضة على الواقع القائم من كل النواحي. سنلاحق كل ما هو فاسد في إدارات الدولة» تقول الخازن، وتضيف: «سنتابع كل الحالات التي يشتم فيها رائحة الصفقات والسمسرات، وسنكشفها للرأي العام على موقعنا مدعمة بالوثائق والمستندات. وقد ألّفنا فريق تحقيق صحافياً شبابياً لهذه الغاية». ولن تقف حدود عمل الموقع عند هذا الحدّ، على حد تعبير الخازن، إذ إن مشكلات الشباب تبقى أيضاً أولوية، لا سيما مسألة الهجرة والزواج المختلط «وأهميته في تحصين المجتمع من العبث الطائفي والسياسي».
ورغم انتماء معظم الشباب إلى أحزاب وتيارات فكرية مختلفة، ترى الخازن أنّ أهمية الموقع تكمن في هذه النقطة بالذات «نحن لسنا حياديين بالمعنى الحرفي للكلمة، فالثورة ليس فيها حياد، هي صراع بين التطور والجهل والحقيقة والباطل»، وعن طريقة تمويل مشروعهم، ولا سيما أن معظم الأعضاء المؤسسين لا يزالون طلاباً، يقول معربس «في الفترة الحالية نعتمد على ما يستطيع الأهل والأصحاب توفيره لنا، إضافة إلى ما نوفره من مصروفنا الشخصي، ولكن سنعلن بعد فترة وجيزة حملة تبرعات لدعم موقعنا». وكي لا يدخل الموقع تحت تأثير التجاذبات السياسية والمال السياسي، وخصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، قرر فريق العمل تحديد السقف الأعلى للتبرعات بمبلغ خمسمئة دولار أميركي. أما عنوان الموقع فهو: «www.elsawra.com».