صيدا ــ خالد الغربيمنزل عائلة أمين كعوش، المؤلف من غرفتين ومطبخ وحمام، مهدّد بالانهيار جراء التصدعات والتشققات في سقوفه وجدرانه بفعل مرور الزمن، ومن الغارات التي كانت تستهدف المنطقة قبل توقيع اتّفاق أوسلو. وكانت لجان فنية تابعة للأونروا قد أفادت قبل وقت أنّ المنزل آيل للسقوط ومهدّد بالانهيار، مطالبة العائلة بتركه مرّتين، من دون أن تسمع جواباً.
وتروي ربّة المنزل نجوى كعوش، والهلع يسيطر عليها، «أنّ ليلة أوّل من أمس، بينما كنّا نسهر، سمعنا طقطقات سقطت على أثرها المروحة في الغرفة التي نجلس فيها، والتي ننام بداخلها أيضاً، عندها سارعنا إلى الهرب، وبعد قليل سقط سقف الغرفة، وبتنا أنا وأولادي ليلتنا في العراء». لا تجد هذه المرأة بعد مبيتها في العراء، سوى العتب، وخصوصاً على «الأونروا، صحيح أنّها أبلغتنا بالخطر منذ ثلاثة أعوام لكن أين مسؤوليتها، فنحن مسجلون في الشؤون وبيطلعلنا عمار، والمهندس الذي أوفدته قال بالحرف الواحد منزلكم لا يترمم هو بمثابة سرطان ولازم ينشال». ولكن، رغم ذلك، لم يتحرّك المسؤولون في الأونروا، و«اكتفى أحدهم بالقول خذي 200 أو 300 دولار ودبري حالك يا حرمة... فأجبته نحن مش شحادين إنت ووكالتك مسؤولين عنّا»، فلم يكن منه إلّا أن ربط الأمر بقلّة المساعدات التي تصل الى الأونروا، واعداً إيّاها بزيادة المبلغ «إذا كانت موازنة العام القادم حرزانة».
وأمام هذا الواقع، أمهل شقيق الزوجة ناجي كعوش وكالة الأونروا يومين لإيجاد حل وتأمين السكن و«إلّا اضطررنا إلى الذهاب إلى مكتب الأونروا مع أغراضنا للإقامة هناك بشكل دائم والمبيت بداخله حتى يكلّف المسؤولون فيه أنفسهم عناء إيجاد المخرج». وإن كان الشقيق وشقيقته قد أمهلا الأونروا بعض الوقت، إلّا أنّ الأطفال لن يستطيعوا تحمّل العراء كثيراً، ولا المنزل المهدّم، حيث هم معرّضون للموت في كل ساعة.
يُذكر أنّ المية ومية يضمّ آلاف اللاجئين في ظروف مشابهة للظروف التي تعيشها سائر المخيمات.