بيار الخوريلم يكن استبعاد هامشيّي مسيحيّي 14 آذار صدفة، إذ تم استرضاء نسيب لحود على حساب نائلة معوّض. فالأخيرة «غير فعّالة» انتخابياً في دائرتها، بينما لحود مرشح في الدائرة الأصعب من حيث عدد الأحزاب والتيارات، وفعاليتها الكبيرة. والنتائج الانتخابية في هذه المنطقة غير محسومة. أما كارلوس إدّه فينقصه الكثير، بدءاً باللغة، وصولاً إلى «الزعامة»، كما أنّ دوري شمعون الذي هاجم «القرنة» وسماها «قرنة الشهوات»، مدرك تمام الإدراك العزلة التي وضع فيها والمسافة البعيدة بينه وبين مزاج وليد جنبلاط في الشوف. أما وزير الكتائب فقد وُضع في منطقة يعتقد أن المزاج الشعبي تغير فيها، وهي قابلة للمنافسة الانتخابية. وبالرغم من وجود وجوه عتيقة وفاعلة في الحزب، إلا أنّ الشهوة طغت على الكفاءة. ومن خلال توزيع الوزراء بحسب المناطق، نتعرف بشكل واضح على أماكن «المصارعة الانتخابية». ويا للصدفة، فإنّ معظم الوزراء الموجودين في الحكومة العتيدة هم مشاريع نواب، وهم من المناطق نفسها التي سقط فيها شهداء من فريق 14 آذار. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما مصير مسيحيي 14 آذار في معادلة «الجشع الانتخابي»؟ وهل ستبقى نائلة معوض في دائرتها الانتخابية أم تطلب الهجرة القسرية إلى دائرة أخرى توهم بها نفسها بأنها انتصرت؟
وهل كان ممكناً ترك مقعد وزاري لأحد دافعي الباصات المعطلة المنسيّين لو كان أحد أفراد حزبه أو عائلته قد استُشهد؟