ثقافة التنمية في «الأنطونية»اختارت الجامعة الأنطونية الدخول إلى المواطنية من باب التنمية، فوجّهت طلابها نحو العمل التنموي بوصفه شرطاً وهدفاً للحياة السياسية. وراهنت الجامعة، في أسبوع المواطنية، على الشباب في بناء الشبكات العابرة للمعازل الطائفية القائمة على اهتمامات مشتركة، مثل البيئة والتعليم والصحة ومحاربة الفقر.
وقد افتتحت الجامعة أمس مؤتمرها «بناء ثقافة التنمية: مدخل إلى المواطنية»، حيث انتقدت نائبة الرئيس للشؤون الثقافية في الجامعة بسكال لحود في حفل الافتتاح غياب السياسات التنموية. وفي الجلسات، رأى المفكر الدكتور ناصيف نصار أن التنمية تشترط توافر الزيادة الكمية والتحول الكيفي معاً. من جهته، حدّد العميد المؤسس لكلية إدارة الأعمال في الجامعة ديميانوس قطار خمسة عناصر لبناء المواطنية هي: الالتزام بالقانون، تعزيز دور المجتمع المدني، السعي إلى مؤسسات حكومية على قاعدة غير فاسدة، التنمية الريفية، والمساءلة الشبابية.
وأشار رئيس القسم الاقتصادي في مؤسسة البحوث والاستشارات الدكتور كمال حمدان إلى أنّ نحو 24 في المئة من الأسر تعاني الحرمان، و8 في المئة من القيمين يعيشون تحت خط الفقر الأدنى المقدر بنحو 2،4 دولار يومياً للفرد. وقال: «إن نحو 28،5 في المئة من القيمين يعيشون تحت خط الفقر الأعلى المقدر بنحو 4 دولارات للفرد». ورأت الباحثة والأستاذة الجامعية الدكتورة إلهام كلاب البساط أنّ تمكين المرأة نوع من التطبيع الجديد الذي سيمارس على النساء، كما يمارس على الرجال، لصياغة صورة المجتمع المعاصر. ولفت الزميل حبيب معلوف إلى «أنّ الأبعاد الاجتماعية التي أعطيت لمفهوم التنمية لم تمنعها من أن تبقى في أسسها تنمية اقتصادية تقوم على مبدأ موهوم هو تحقيق رفاهية الفرد». أما عميد كلية هندسة المعلومات والاتصالات في الجامعة الدكتور بيار جدعون فخلص إلى أنّ «ثقافة التنمية المستدامة للكفايات مدى الحياة تشجع الفرد على المشاركة في تحديات المواطنية». ورأى مدير المركز الدولي للإعلام والدراسات الصحافي رفيق نصر الله أنّ «دور الإعلام في تعميم ثقافة التنمية شبه معدوم، وتحريضي، ويعيق هذه الثقافة، ويعمم مصطلحات وقناعات تزيد من شروخنا الاجتماعية». وتختتم أعمال المؤتمر اليوم الثلاثاء حيث ستُعرض مشاريع تنموية أنجزها الطلاب في مشاغلهم.
(الأخبار)