فداء عيتانيللرطانة تفسيران شائعان، فهي ما ينطق به الأعجمي، وما يتبادله الغريبان وصاحبا اللغتين المختلفتين لإقامة حوار بينهما. وهي تصلح للتعامل بين مجموعتين لا يمكن إحداهما فهم لغة الأخرى. وكعادة كل البشر، فإن المفردات البدائية دائماً ما تحمل الشتائم المقذعة بين أذيالها قبل كل المفاهيم والتعاريف الدقيقة. ما يحصل في هذه البلاد هو عبارة عن رطانة لم تتبلور بعد بشكل لغة تحمل مفاهيم. فحين يتحدث أحد نواب 14 آذار عن خسائر بحجم 3 مليارات دولار سبّبتها المعارضة، فهو يعني بلا شك أن الخسائر الاقتصادية والقروض يجب أن تكون وقفاً على الدولة وحدها، وهي من يوزّع الحصص على الجميع. وعندما يرى أن الحوار هو الانفتاح، فهو يعني أن هذا الأمر غير وارد.
أما عندما يتحدث ناطق باسم قوى المعارضة عن تحويل لبنان إلى شركة قابضة، فهو ربما كان يسأل عن حصّة طائفته.
المشكلة أن مستوى الرطانة لدينا بدائي إلى حد إبقاء باب التفاهم الداخلي مغلقاً حتى إشعار آخر، وفي الانتظار يمكن الاستماع إلى عظات المطران إلياس عودة.