جبيل ـ جوانّا عازار
برع طلّاب كلّية الفنون والعلوم الإنسانيّة في الجامعة اللبنانيّة ـ الأميركيّة في جبيل في تصوير تفاصيل الحياة الدقيقة، فكانت خاتمة جهدهم معرض افتتحوه أمس تحت عنوان «طلّاب سنة 2007». شغفهم بمهنة التصوير دفع مدرّس المادّة الدكتور بسّام لحّود إلى وصفهم بـ«آكلي الصور» نظراً إلى الحماسة الزائدة التي أظهروها خلال متابعتهم للدروس وفي المشاريع التي أنجزوها، الأمر الذي أضفى على المشاريع بعضاً من الحيويّة.
وبالعودة إلى المعرض، يلفت لحود إلى أنّ «المعرض يشكّل جزءاً من التاريخ لكون الصورة تظهر التغيير والتطوّر»، مشيراً إلى «أنّ أرشيف الصور الذي يعمل الطلّاب عليه من ضمن مشاريعهم يسهم في حفظ تاريخ الجامعة، وبالتالي تاريخ لبنان في أطر معيّنة».
يشمل المعرض مئتي صورة فوتوغرافيّة لثمانين طالباً من مختلف الاختصاصات تابعوا دروساً في مادّة التصوير خلال فصلي الخريف والربيع من سنة 2007. وقد اختار الطلّاب الموضوعات بحسب اهتماماتهم، ومنهم الطالب في اختصاص الهندسة المعماريّة محمّد كبّارة، الذي كان له في المعرض صورتان عن موضوع «الإنسان والكون»، ويُظهر من خلالهما «قياس الإنسان بالنسبة لحجم الكون الذي يعيش فيه»، ولا يقتصر بحثه عند هذه الناحية، إذ يحاول كبّارة أيضاً تسليط الضوء على تعدّد الطبقات التي تكبّل الإنسان في وجوده. وكان كبّارة قد التقط صورتيه في معرض رشيد كرامي في طرابلس. أمّا زميلته الطالبة في الهندسة الداخليّة ليا بادرو، فتجسّد من خلال الصور التي التقطتها «كيفيّة اللعب على الخطوط والضوء لخلق تأثير معيّن من خلال النور والظلّ». وفضّل الطالب في الهندسة المعماريّة مصطفى صالح اختيار صوره من الحياة الجامعيّة، فركّز على حياة الشباب واهتماماتهم داخل الحرم.
من جهته، يلفت أستاذ المادّة لحّود إلى أنّ المعرض يدخل من ضمن المنهاج التعليمي، إذ يبدأ كلّ فصل دراسي بتعليم الطلّاب تقنيّة التصوير من خلال استخدام الكاميرا، واختبار الفرق بين التصوير عن قرب والتصوير عن بعد. وعن آلية العمل، يشير لحّود إلى أنّ الطلّاب يقومون بمراحل التصوير جميعها، بدءاً من التصوير، وصولاً إلى تكبير الصورة، ويركّزون في صورهم على الحركة وإظهار التفاصيل، مع التشديد على النور والظل واختيار الوقت المناسب لالتقاط الصورة. وتشمل مادّة التصوير تعلّم كل أنواع الصور، من الصور الذاتيّة إلى الهندسيّة والمناظر الطبيعيّة وغيرها. وقد لاحظ لحّود خلال عمله مع الطلّاب للمرّة الأولى أنّهم تأثّروا بالتصوير، كلّ بحسب الاختصاص الذي يتابعه، فتختلف نظرة طلاب الهندسة عن نظرة طلاب يتابعون اختصاص الإعلام أو غيره، غير أنّ الثابت «كان نشاطهم وتميّزهم، بحيث حصل عشرة منهم على علامة A».