آمال خليل
البراميل الزرقاء التي وضعتها قوات اليونيفيل كإحداثيات لتحديد الخط الأزرق الفاصل بين لبنان والأراضي المحتلة، والتي شكلت مثار جدل في الأيام الماضية، جعلت اللجنة المشتركة المؤلفة من الفرق الفنية وضباط وحدة الارتباط في الجيش اللبناني ومن بعض العناصر الهنغارية والسويسرية المعتمدة في لجنة ترسيم الحدود، تعيد العمل في البراميل الزرقاء التي نشرتها قوات اليونيفيل وتضعها في مكانها السليم. فقد باشرت اللجنة، بدءاً من صباح أمس، عملية ترسيم الحدود ميدانياً، والتأكد من وجود نقاط «الاعتلام» في أماكنها الأساسية الصحيحة على الحدود وإظهارها للعيان. ومن المقرر أن يعمل الجيش اللبناني على التأكد من قيام «اليونيفيل» بوضع الإحداثيات في مكانها على طول الخط الأزرق، وهو ما يتطلب وقتاً إضافياً. وعملية الترسيم الجديدة تنقسم إلى ثلاث مراحل: الأولى هي التحقق من مكان البراميل الزرقاء؛ والثانية: التحقق من نقاط الخرق من الناقورة حتى المجيدية، قرب الغجر بحسب لائحة عام 2000؛ أما الثالثة: فهي مرحلة تصحيح الخرق الحاصل، الذي سيتم بعد عقد اتفاق مشترك بين الطرفين: اللبناني والإسرائيلي عبر اليونيفيل.
وعلى الرغم من الأحوال الجوية الماطرة مع ضباب كثيف، وكثافة انتشار الألغام الأرضية عند الحدود، حضرت الوحدة الصينية للتأكد من خلو المنطقة منها، إلا أنها لم تستطع أن تعاين سوى ثلاث نقاط في القطاع الغربي، بدءاً من بوابة طربيخا حتى يارون، مروراً بنقطتين في عيتا الشعب بالقرب من موقع «الراهب» الإسرائيلي. والتقطت مروحية دولية من الجو صوراً للتحقق من هذه الاعتلامات عند الخط الأزرق. وعند بوابة مروحين وطربيخا. وقد تبيّن بعد أخذ القياسات من قبل اللجان، أن هناك فارقاً بسنتيمترات قليلة عن العلامات السابقة، فجرى تسجيلها من لجان الجيش و«اليونيفيل». وفي الجانب الإسرائيلي، استنفرت القوات المعادية قبالة بوابة مروحين وطربيخا، وانتشر عدد من الجنود الإسرائيليين متخذين مواقع قتالية معززة بأربع سيارات «هامر» إسرائيلية. وقد ترجّل عدد من الجنود الإسرائيليين وراقبوا أعمال اللجان الدولية في اليونيفيل والجيش اللبناني عند الخط الأزرق.
وعند الانتهاء من التحقق من نقطة طربيخا ومروحين، انتقلت اللجان الى الإشارات والعلامات التي وضعت في مناطق عيتا الشعب ورميش، على أن تستكمل لاحقاً عمليات الكشف على علامات عدة كانت لجان في «اليونيفيل» قد وضعتها.