نبّه «المحافظين الجدد اللبنانيين» من أن المتغيرات الإقليمية قد تطيح كل التصورات التي يحملونها للبنان
رأى نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم في ردود «جوقة رفض الحلول» على كلام السيد حسن نصر الله «منتهى الضعف»، معتبراً «أننا أمام خيارين: لبناني يؤدي الى الاتفاق وأميركي يزيد التعقيدات»، ومنبّهاً «المحافظين الجدد اللبنانيين» الى أن المتغيرات الإقليمية التي يراهنون عليها قد «تطيح كل التصورات التي يحملها الأميركي ويحملونها للبنان».
وأكد قاسم، في كلمة ألقاها في حفل تأبين الحاج أمين رشيد والد المدير العام لكتلة الوفاء للمقاومة في المعهد الفني الإسلامي أمس، أن «لبنان لن يكون لقمة سائغة لأميركا طالما فيه مقاومون شرفاء، وشعب أبي طاهر يأبى الوصاية».
ودعا الى مراجعة «ما الذي حصل»، مذكّراً بـ«أننا كنا على مشارف التفاهم في مسألة الارتباط بين الحكومة والمحكمة، فعطلت أميركا التفاهم، وأخذت المحكمة إلى مجلس الأمن، وكنا على مشارف التفاهم بين الحكومة ورئاسة الجمهورية فعطلت أميركا التفاهم، وأخذت الأمور نحو مزيد من التأزيم، ثم كانت المبادرة الاخيرة للرئيس (نبيه) بري للتوافق على شخص الرئيس على قاعدة الدستور، وتحاول أميركا ليل نهار أن تعطل هذا التوافق». وأضاف: «أصبحت الادارة الاميركية تفسر الدستور وتعطي التعليمات، وتقول المواقف وتصدر الشروط، ويتحدث سفيرها في لبنان وأعضاء وزارة الخارجية والرئيس (الأميركي جورج) بوش وجميعهم يضعون لبنان في سلم أولوياتهم في تفاصيل وضعه اليومي، وهذا تدخل سافر وإعاقة للاتفاق بين اللبنانيين».
وأعرب عن أسفه لأن «البعض في لبنان ليس إلا صدى للموقف الاميركي»، معتبراً أنه «أصبح لدينا محافظون جدد، الفرق بينهم وبين نظرائهم الأميركيين أنهم في أميركا يقررون، أما هنا فينفذون من دون أن يعلموا النتائج». وأضاف أن «هؤلاء المحافظين الجدد في لبنان يراهنون على متغيرات إقليمية»، محذراً من ان هذه المتغيرات، إذا حصلت، «قد تطيح كل الافكار والقناعات التي تحملونها والتي يحملها الاميركي للصورة المستقبلية للبنان».
وأردف: «للأسف، يحولون الكلمات الايجابية إلى سلبية، فيفسرون الوحدة بالمصيبة والوفاق بالكارثة والوحدة الوطنية بالانتحار السياسي (...) لا نسمع إلا الصراخ والشتائم، ولديهم حساسية من كل ما يجمع ومن كل من يجتمع، فشنوا حملة كبيرة على حزب الله والتيار الوطني الحر، لأنهما أنجزا تفاهماً بينهما فتح آفاقاً لتعاون فعال بين اللبنانيين».
واعتبر قاسم «اننا اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما، خيار لبناني يؤدي إلى الاتفاق وخيار أميركي يؤدي إلى المزيد من التعقيدات والمشاكل التي تضر بلبنان»، معرباً عن الأسف «لما سمعناه في اليومين الاخيرين من جوقة رفض الحلول التي تتحدث بتعليمات واحدة، لأن سماحة الأمين العام (السيد نصر الله) استطاع إحراج كثيرين من الذين لا يقدمون حلولا بخطابه الهادئ والرصين الذي عرض فيه أفكاراً. كان يمكن أي شخص أن يعارض وأن يناقش ويحلل وأن يقبل أو يرفض بالمنطق، لكن أن يكون هناك رفض بلا مبررات وشتائم لا معنى له، فهذا منتهى الضعف». وقال: «رأينا قاسما مشتركا بين بعض الردود السلبية التي كانت على خطاب الأمين العام، وهو أنها ردود محضرة مسبقاً كتبت قبل الخطاب، وحصل عليها بعض الإضافات لمقتضيات الخطاب، ولو تكلم الأمين العام بغير هذا الكلام، بكلام آخر، فسيكون الرد واحداً، لأنهم جاهزون للرفض ومن أجل الإساءة بشكل أو بآخر».
وختم بالقول «بالفم الملآن اننا مع مبادرة الرئيس بري، وقد أيّدناها لمصلحة الحل، وعلى الآخرين أن يقدموا ما عندهم، وسنبقي اليد ممدودة حتى اللحظة الأخيرة من دون كلل أو ملل، وسننادي دائما بالتوافق لمصلحة لبنان، فإذا تمت الاستجابة فهذا خير للجميع، وهي تفتح خطوة في اتجاه خطوات إيجابية أخرى، وإذا لم تتم فإننا نحمّل الفريق الذي لا يستجيب المسؤولية الكاملة عن كل ما ينتج، وعن كل الضرر الذي يلحق بلبنان». وأوضح: «إذا أردتم أن تفهمونا بشكل واضح نقول: رئيس ينتخب بالنصف زائداً واحداً هو رئيس صنع في أميركا، ومن أراد أن يحترم إرادة اللبنانيين فعليه أن يلتزم بالدستور الذي يقول بالثلثين، وإلا يكن قد قام بدور انقلابي على الصيغة اللبنانية واتفاق الطائف، من أجل تسهيل الامتيازات الأجنبية والالتزامات الاميركية. سنبقى في حزب الله وفي المعارضة حريصين على أن تكون الانتخابات لبنانية محضة، وسنكون عائقاً أمام الانتخابات التي تتلقى التعليمات الاميركية».
(وطنية)